مقالات

أبيض x أبيض

تطويلة الخيط تريح الإبرة

وكثرة الأصحاب تريح خيارهم كما يقال ، هل تنطبق صحة هذا القياس على الأحزاب السياسية في ليبيا أيضا ؟ وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية يمكنه أن يثير بعض المخاوف و التحديات منها تشتت وتجزئة الدعم السياسي، مما يُصعب عملية تشكيل حكومة قوية واستقرار سياسي دائم بسبب تباين الأيديولوجيات والمواقف السياسية بينهم وإمكانية الانقسامات الداخلية التي قد تؤثر على قوتها السياسية.هناك الكثير من التساؤلات حول الأحزاب والدور المفقود في العملية السياسية في ليبيا، من الطبيعي و المفترض أن تلعب الأحزاب السياسية دورًا هامًا في إرساء النظام الديمقراطي و العملية السياسية و الانتخابية، فبعد عام 2011، شهدت ليبيا مسارًا غير مستقرٍ في تشكيل الحكومات و إنشاء الهياكل السياسية ربما ذلك نتيجة الانقسامات السياسية و الأمنية، ففي البداية تم تشكيل العديد من الأحزاب السياسية وحاولت أن تشارك في الانتخابات العامة التي جرت في السابق وكان دورها وتأثيرها خجولا و ضعيفا جدا في ظل تحديات عدم الاستقرار السياسي والضعف الأمني المعقد الذي تواجه ليبيا.. وعلى الرغم من التحديات، تحاول بجهد كبير أن تلعب الأحزاب السياسية دورها في عملية بناء العملية الديمقراطية و تعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار..لازالت تواجه الانتخابات في ليبيا تحديات عديدة، مثل نقص التمويل، وعدم الاستقرار السياسي و الأمني، وغياب شبه مطلق للوحدة الوطنية، ورغم رغبة الأحزاب السياسية الصادقة كما يقول قادتها لايزال دورها ضعيفا في تعزيز الديمقراطية و الانخراط في العملية السياسية و ربما محاولاتها اليائسة في بناء مستقبل واعد للديمقراطية في ليبيا. علينا إدراك أن بناء ليبيا الواعدة يمكن يكون للأحزاب السياسية دور فعال في تعزيز الديمقراطية ببناء الوعي السياسي و ليس بالوفرة، فكثرة الأحزاب لاتعني التعددية و تحقيق التقدم في البلاد، ووفقًا للمعلومات المتاحة، يوجد عدد كبير من الأحزاب السياسية في ليبيا، و التي يقدر عددها بحوالي أكثر من 250 حزبا، ورغم هذه الوفرة فهي تشكل اللون الباهث في الحياة السياسيةالتي يفترض أن عليها تمثيل و تحقيق مصالح المواطنين . فهل كثرة الأحزاب تفسد خيارهم؟!

■ الدكتور : عابدين الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى