تعد الصحافة أداة حيوية لمراقبة الأحداث وتوثيقها، فهي بمثابة عن المجتمع التي تراقب ما يحدث في العالم من حولنا، وقلمها الأمن الذي يسجل الحقائق ويسهم في تشكيل الوعي الجماعي. من خلال الصحافة، يتمكن العالم من الاطلاع على الحقائق كما هي، ويساهم الإعلام في نشر المعرفة والتوعية حول القضايا المهمة. إنها ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة تحمل في طياتها مسؤولية نقل الحقيقة وتحقيق العدالة. تلعب الصحافة دورًا أساسيًا في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز الديمقراطية من خلال تقديم معلومات دقيقة ومتوازنة. فهي جسر بين الناس وصناع القرار، وتظل دائمًا الحارس الأمن على الحقيقة في عالم سريع التغير. الصحافة تساهم في تنوير الطريق بالمعرفة، وتعدّ الأداة التي تُسهم في تعزيز الشفافية والمساءلة. تُعد الصحافة مسؤولية أخلاقية بامتياز، فهي لا تقتصر على نقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل تتعدى ذلك لتكون حامية للحقائق ولصالح الجمهور. يجب على الصحفين الالتزام بالمهنية والموضوعية، واحترام القيم الأخلاقية مثل العدالة والصدق والحيادية، مع تجنب التحيز أو التضليل. الصحفي الذي ينقل خبرًا قد يؤثر في الرأي العام، وقد يسهم في تغيير السياسات أو توجهات المجتمع، مما يجعل المسؤولية المهنية أمرًا بالغ الأهمية. إن التزام الصحفين بالتحقق من المعلومات واختيار المصادر الموثوقة أمر ضروري للحفاظ على مصداقية الصحافة، والحد من انتشار الأخبار المضللة أو غير الدقيقة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب الصحافة احترام خصوصية الأفراد وحمايتهم من التجاوزات الإعلامية التي قد تُلحق الضرر بهم. وهكذا فالصحافة جزءًا أساسيًا من البناء الديمقراطي ووسيلة رئيسية للمساءلة والمراقبة، ولا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر دون إعلام حر ومسؤول.
■ الدكتور : خليفة العتيري