مرة أخرى يبرهن العنصر الوطني في قطاع النفط علي حرصه وتفانيه في تأمين قوت الليبيين وتجنيب البلاد كابوس الديون الخارجية وبجهود هؤلاء المخلصين قفز إنتاج النفط هذا العام الي معدلات لم تتحقق منذ ثلاث سنوات. وهذه ليس المرة الأولى التي يتحمل الوطنيون الحقيقيون في قطاع النفط والغاز مسؤولية ستمرار العمل في هذا القطاع الاستراتيجي الذي يؤمن للخزانة العامة أكثر من 98 % من العملات الصعبة في بلد يعتمد علي الاستيراد في كل شيء .. وكثيرا من الليبيين يتذكرون الدور الحاسم الذي قام به عمال النفط عندما انسحبت شركات النفط الامريكية عام 1980 من ليبيا ودن سابق اندار تنفيذا لأوامر الرئيس *ريغان* عام 1980 م تاركة ورائها الحقول التي كانت تديرها اعتقادا منها أن النفط الليبي سيظل حبيس الأرض ولن يتمكن الليبيون من استخراجه ولكنة كان اعتقادا خاطا فقد تمترس العاملون في قطاع النفط لشهور متعاقبة في الحقول والموانئ وبجهودهم المخلصة وحبهم للوطن استمر تدفق النفط وتجنب الشعب الليبي كارثة اقتصادية.. وكانت للعاملين بقطاع النفط والغاز وقفة مشرفة اخري حيث تنادوا في عام 2011 من كل مناطق ليبيا والتحقوا بالمواقع النفطية التي هجرتها الشركات الأجنبية وتمكنوا من إعادة الإنتاج في وقت وجيز خلافا لتوقعات خبراء الاقتصاد… هذه الجهود والتضحيات والعمل في ظروف صعبة ومعقدة من قبل المخلصين واهمية قطاع النفط والغاز لحياة كل الليبيين ينبغي أن تقابلها وقفة جادة من طرف الدولة بتوفير متطلبات العمل وتمكين العنصر الوطني في هذا القطاع الاستراتيجي من مواكبة تطور صناعة النفط ومراجعة أوضاع العاملين في قطاع النفط والغاز من حيث المرتبات والمزايا وتوفير رعاية صحية تتماشي مع طبيعة المهنة وتسوية أوضاع العاملين بالقطاع الذين بلغوا سن التقاعد خلال المدة من 2014 إلى 2022 م الذين حرموا من حقهم القانوي في تسوية أوضاعهم الوظيفة طبقا للقرار 642 لعام 2013 م ليغادر الواحد منهم بمرتب تقاعدي تعيس يستلمه في الصباح ويعود بدونه الي منزله في المساء. هذا ما ينبغي علي الدولة ان تقوم به اتجاه المخلصين من أبنائها بدلا من عبارات الشكر علي مواقع التواصل الاجتماعي وكأن عمليات إنتاج النفط والغاز وما يتخللها من مخاطر تتم بكسبة زر من مكتب مكيف.
■ ابولعيد الصاكالي