أرسل لي صديقي العزيز الأستاذ عبد الله السّلطي من مدينة مسقط – سلطنة عُمان، شريط فيديو لأطفال يمنيين يؤدون أغنية وين الملايين في احتفالية جميلة بدون الإشارة لمصدر الأغنية وأصحابها الأصليين، مذيع الحفل أشار لأسماء جميع المشاركين في انتاج وتقديم العمل ومن بينهم كاتب الكلمات: حاتم ميّاس، الذي حافظ على مطلع الأغنية الأصلي كاملا بدون ذكر ملحن العمل المرحوم الفنان عُمر الجعفري؟ قد نجد لهم العذر في استعمال الأغنية، التي أصبحت أيقونة المقاومة الشعبية الفلسطينية منذ انطلاق ثورة الحجارة، مما أتاح لها سرعة الانتشار والشهرة على رقعة واسعة من وطن العرب وغابت أسماء منتجيها الأوائل كما هو الحال مع الأغاني الشعبية مجهولة المؤلف والملحن وحال هذه الأغنية يذكرنا بحال تراثنا الشعبي المنهوب شرقا وغربا كالمال السّايب، الذي يُشجّع على السرقة !؟ بحجة أنه ملك الجميع ومتُاح استعماله والمتاجرة فيه بلا حسيب ولا رقيب كما يقول أحد المتاجرين في هذا التراث، وقد تعيدنا هذه المناسبة لضرورة التفكير في تفعيل قانون حق المؤلف أو حق الملكية الفكرية، القابع في أدراج المسئولين منذ عقود، والعمل على تنفيذه بأسرع وقت. بالمناسبة ذكر لي الفنان الليبي العالمي أحمد فكرون أنه اضطر للعودة إلى أرض الوطن من مهجره في فرنسا منذ عقود، بالرغم مما اكتسبه من شهرة فنية واسعة ، لرفع قضايا في من سرق أعماله وتاجر فيها وكسب منها الملايين، وخرج أحمد فكرون من المولد بلاش حمُّص ولا كاكاوية !
■ د. عبد الله مختار السِّباعي