مقالات

حديث الثلاثاء

الآيكان وأمريكا .!

لايؤدي الحديث عن حجم البيانات الهائلة التي يقدمها إعلام السلطة الخامسة ومحاولة حكومات الدول السيطرة عليه بأي حال من الأحوال سواء بمحاولة سن التشريعات أو بوضع القيود أو حتى بإصدار مدونات سلوك، لايؤدي ذلك حقيقة إلى إغفال حقيقة سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على إدارة وتوجيه شبكة الانترنت الدولية من خلال التحكم في المؤسسة الشهيرة « ايكان »ICANN هيئة التحكم في بيرتوكلات الانترنت التي يقع مقرها في كاليفورنيا الأمريكية، مؤسسة خاصة بتنظيم وتوزيع وإدارة عناوين « الاي بي »IP وأسماء المجالات والمواقع العليا في جميع انحاء العالم مؤسسة وتحت سيطرة أمريكية خالصة، تتحكم فيها من خلال سبع مفاتيح يتعهدها سبع خبراء من مختلف أنحاء العالم، يطيرون إلى أمريكيا مرة كل ثلاثة أشهر منذ العام 2010 لتوليد مفاتيح جديدة تتحكم بالشبكة الدولية، رغم محاولات دول العالم مشاركة أمريكيا أو محاولة إقناعها بتبادل إدارة هذه المؤسسة ومن ثم إدارة الانترنت. وفي سبيل إيجاد تفاهمات مشتركة لإدارة شبكة المعلومات العنكبوتية، بإشراك حكومات بعينها، عقدت دول العالم العديد من المؤتمرات الدولية، لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إطلاق جولات متعددة وعبر ردح من الزمن تجاوزت الثلاثة عقود ، لكن كل تلك المحاولات لم تسفر عن نتيجة بدءًا من نتائج تقرير لجنة الإيرلندي جون ماكبرايت «أصواتا متعددة وعالما واحدا» الذي أعد نهاية عام 1981، مرورا بقمة مجتمع المعلومات في مرحلة جنيف 2003، ومرحلة تونس2005 وصوًلا إلى قمة مجتمع المعلومات 2018 وغيرهم، فلم يتم التوصل إلى صيغة جماعية متفق عليها مع أمريكا لإدارة شبكة الانترنت الدولية، وهي قضية ضمن أهم قضيتين إعلاميتين، لم يحسم النقاش فيهما إلى اليوم بجانب قضية ردم الهوة الرقمية بين دول الشمال والجنوب وسط مجابهة وتعنت أمريكي خالص. وليبقي الانترنت أمريكيا.

■ الدكتور : عادل المزوغيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى