تم في الأيام القليلة الماضية تكريم المؤرخ الليبي الكبير الدكتور علي الهازل في أروقة جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة باعتباره من الرواد المتميزين في الحفاظ على التراث الوثائقي العربي والرجل الذي اعرفه جيدا وتربطني به علاقة خاصة جاب ليبيا طولا وعرضا لرصد الرواية الشفهية عن التاريخ الجهادي الليبي الكبير قبل ان يتبعثر في الاودية والصحارى والقفار وغير الهازل الكبير تمتعت ليبيا على مدار سنوات طويلة بمبدعين من مختلف انحاء البلاد ومختلف الفئات العمرية والذين حصدوا التراتيب الأولى المشرفة في كل المسابقات الكبرى التي أقيمت في اقطاب العالم الإسلامي في حفظ وتجويد وتلاوة الكتاب الكريم كما لمع ليبيون كثر في مختلف المجالات الإبداعية ومن بينها حقل بطولات الألعاب الفردية ومن ابرزهم الراحل عبدالسلام البشتي الذي حقق أرقاما قياسية افريقية جديدة وحطم أرقاما قياسية سابقة في بعض أصناف البطولات الرياضية وكثر غير من ذكرنا في هذا المقام المتعجل الا انهم جميعا لم يحظوا باهتمام الدولة الا بشكل محتشم كما انهم لم يحظوا باهتمام وسائل الاعلام مثلما تفعل وسائل الاعلام في المشرق والمغرب حيث يلقى المبدعون هناك اهتماما خاصا وكبيرا ومتواصلا يحض على العطاء ويشجع على الابداع والتفوق والتميز في ذات الوقت الذي يخصص فيه اعلامنا البائس أحيانا اهتماما خاصاً ومثيراً للجدل والغضب والحنق مساحات كبيرة لبعض الخارجين عن نواميس الطبيعة ونواميس الإسلام ونواميس العادات والتقاليد العربية والإسلامية .. فهذا مريض يستضاف في وسيلة إعلامية كبيرة ليعلن بانه ضد مؤسسة الزواج متناسيا في قناة تلفزيونية متناسية هي الأخرى أيضا ان الزواج من أسباب الحفاظ على النوع ومن أسباب الابقاء على الامة ومن اسباب الإبقاء على نواميس الفطرة العظيمة التي فطر الله تعالى الناس عليها وانه آية من آيات الله حيث يقول الحق ” ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.. كما يستضيف الاعلام ضيوفا ارتكبوا جرائم تتعلق بالتحريض على الفسق والفجور بشكل علني وهي جريمة يعاقب فاعلها وفاعلوها وفاعلاتها حتى في دولة مالطا مثلا ودول أخرى كثيرة تبيح الدعارة وترخص لها بالقوانين ويؤسفني جدا ان ابدي استغرابا حول المجتمع الذي يدين بالإسلام ويحقق مكاسب تتعلق بنشر وتحفيظ كتاب الله تعالى على مستوى العالم بسبب اختفاء مؤسسات قانونية او نقابات قانونية او روابط قانونية تضطلع بتحريك الدعوى الجنائية ضد كل عابث بقيم المجتمع وأركان الديانة الإسلامية وكل ساخر من القران الكريم وكل محرض ضد مؤسسة الزواج ومحرض على الفسق والفجور لينال جزاء ما اقترف فكره ولسانه من إهانة للقيم الدينية العظيمة ومن تشويه للمعتقد الراسخ ولتطال تلك الدعاوى الجنائية حتى المؤسسات الإعلامية الهابطة والفارغة والتي تروج لهكذا تفاهات في عالم التفاهة لتطهير البلاد من الاعلام الذي يسوق للفساد ويحتفي بأكبر قصعة بازين وبأكبر قصعة كسكسي ويحتفي بالمعتوهين ويحتفي بالبقوليات واكبر صحن فول واضخم صحن حمص ويحتفي بالفاسدين والفسدة والمفاسد متجاوزا ابطال الامة وعلماء الامة وحفظة تاريخ الامة وتراثها وحفظة كتاب الله تعالى .
■ عبدالله الوافي