لاخيار أمام الليبين وقد رفع الغطاء عن خفايا عديدة وتعرت الحقائق التي حجبت لسنين طويلة، لاخيار إلا الوقوف مجددا في خندق واحد في وجه العابثن بحاضر الوطن ومستقبله أصحاب الأجندات والمصالح الذاتية وذوي المطامع من دخاء وغرباء وفاقدي الحس الوطني ، علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا التي بعثرتها المحن و الملمات، ونقف موحدين في وجه الجهل والتخلف والقوى التي تشدنا إلى الخلف بكل ما أوتيت من مكر وعبثية. ضيعنا من الوقت الكثير، والكثير من الأرواح ،ومن الثروات وماتزخر به بلادنا من خيرات ذهبت في مهب الخلافات والصراعات العبثية والانصياع وراء رغبات من ليس لهم مصلحة في استقرار بلادنا وعودتها لتكمل مسيرة البناء والتنمية موحدة مستقرة . القوى الدولية المتكالبة على بلادنا ترسم خططا بلاخطوط واضحة وخرائط بلاطرق واقعية ويتعامل بعضها مع بلادنا كميدان لتصفية الحسابات الدولية وبعضها الآخر يعاملها كولاية من ولاياته البعيدة والنائية. بلادنا التي حررها الآباء والأجداد منذ أكثرمن سبعة عقود بتضحياتهم ومابذلوه من غال ونفيس أعدناها ذات غفلة وطنية إلى مربع الوصاية ووضعناها من جديد في مرمى الأطماع الدولية وحولناها إلى ساحة غير مسيجة للجريمة والفساد وسوقا للرق والمتاجرة بكل شيء حتى بالوطن وقضاياه، وحكمنا على جيل بأكمله بالضياع لو استمر هذا الحال. جنوب بلادنا الغالي تحول – ونحن للأسف شهود عيان- إلى أرض مستباحة لشذاذ الآفاق والمشردين وللمنظمات الدولية المشبوهة وللطامعن من كل الجنسيات. غربنا الحبيب صار منذ سنوات بقعة موسعة ومتسخة بالقنابل الموقوتة وفي حالة ترقب مجتمعي دائم ومستمر لحدوث تناحر وصراعات مسلحة ودامية في أي وقت ولأي سبب. شرقنا العزيز أصبح وبا مقدمات ضحية لكوارث الطبيعة التي ضاعف من آثارها المأساوية غياب الدولة ومؤسساتها وانتشار الفساد والفوضى والضباب السياسي. ومع كل ذلك نجد الكثير من ساسة المرحلة وأصحاب القرار يغمضون أعينيهم عن هذه الصور الوطنية القاتمة ويمضون في تضييع الوقت والوطن وتخصيب الضباب.
■ الفيتوري الصادق