نحن في مسيس الحاجة إلى توازن عاطفي ، نتبادل الحب الحقيقي مع وطننا .. هل سألت نفسك يوما إن كنت تحب وطنك أم لا ؟ وإذا أجبت بنعم .. إذن : لماذا تعبث بمقدرات وطنك ؟! لماذا لا تسهم في بنائه ، وحلحلة أزماته ؟ لماذا تسهم بسلبيتك وعبثك في تأخره وخرابه ؟ لماذا تسهم في عدم نظافته ؟ لماذا تتغيب عن عملك ؟ وتأكل أموالك بالباطل؟ لماذا تسهم في خلق الأزمات لوطنك ؟ لماذا لا تكن أداة بناء، وليس معول هدم ؟ لماذا .. لماذا .. لماذا ..؟! إن بعض الطيور الجميلة التي نراها في فصل الشتاء ، طيور مهاجرة طردها الصقيع من هاتيك البقاع القصية ، و ما أن تحس بالدفء ،حتى يهزها الشوق إلى أوكارها، فتعود فرحة إلى أوطانها . ليتنا نتعلم حب الوطن من هذه الطيور ! فنضع الوطن نصب أعيننا لا تغرينا الغربة مهما تزينت فمرارتها تزداد كلما تقدم بصاحبها العمر .. فالوطن قطعة من أكبادنا .. ما من غريب وإن أبدى تجلده .. إلا تذكر عند الغربة الوطن . ! فجميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه .. و الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن ! وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي .. الوطن لا تكتب صحيفته الأماني والأحام ،لكنها تنقش بمداد الدماء والعرق والدموع .. الوطن إنتماء وولاء ،فلا تجعل اليأس يفقدك حبه ، ولو كان نصيبك ،رصيفا تنام عليه .. وهو أغلى من حدقة العين ، وأرقى من أي هدف تسعى إليه .. الوطن لايشترى بمال فهو أغلى مكان في هذا الوجود تأويه .. سل من فقد وطنه ليخبرك بالحقيقة المرة التي ظلت تشقيه .. وكيف أنه عاش هائم على وجهه مع ذكريات أليمه تبكيه .. الوطن أمانة غالية في عنقك وشرف الأمانة أن ترعاه و تبنيه .. وحن يتعرض لأي عدوان غاشم بروحك الغالية تفديه .. الوطن أغلى ما في الوجود ليتك تفهم بعمق ما كنت أعنيه .. الوطن :ذاكرة أهلنا، الذين نقشوا في الوجدان أخاديدا، لا يمحوها الزمان .. الوطن: تراب غالي سقته دماء زكية، وأهلها صاروا ، في روضات الجنان .. الوطن : إحساس عظيم بالانتماء ، بعيدا عن المصالح ، نموت ولا يهان .. الوطن: شعور يلازمنا، ماحيينا ، بالأنس ،والمحبة، والسعادة، و الأمان .. الوطن : ليس بقرةحلوب ،نحتاجها فقط ، عندما تدر حليبا للعيان .. الوطن : ساكن فينا ما حيينا، ولا يحتاج حبه إلى تصريح أو بيان .. الوطن للجميع وبالجميع ، في تضامن ومحبة، وتعاون ، وحنان .. الوطن : تضحية ونكران للذات ، والتنازل عن المصالح الشخصية ، قبل فوات الأوان . الوطن عندي ليست حكومات جاءت أو غادرت .. ولا مؤسسات أو إدارات على ركحه تعاقبت .. ولا شخوص أو شخصيات جاملت أو نافقت .. ولا أخبار وتحليات على الأثير تناقلت .. ولا أموال من هنا، وهناك جمعت و تكاثرت .. ولا شركات من أجل البناء و الاعمار تعاقدت .. ولا منافع عينية ومعنوية عليها البعض تزاحمت .. ولا سلطة ومصالح عليها الناس تخاصمت .. الوطن عندي تراب غالي عليه العداء تكالبت .. ودماء زكية طاهرة روت حباته وما ساومت .. الوطن تاريخ مشرف عندما الأمة ناضلت .. ثلاثون حول تقارع العدو وما خارت وبايعت .. رغم فقرها وعوزها من أجل حريتها قاتلت .. الوطن للجميع وبالجميع ولعزته تدافعت .. أنا وأنت وهو ،وهي في صورة واحدة تناسقت ..
■ الدكتور. خليفة العتيري