مقالات

كلام على كلام

مسألة وقت ليس أكثر ..

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر من العام الماضي تضاعفت الهجمات الإسرائيلية على إيران وكذلك الهجمات الإيرانية على الكيان الإسرائيلي بشكل غير مسبوق حيث استعمل الطرفان الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية سواء من حيث العدد المستخدم من هذه الصواريخ والمسيرات أو من حيث المناطق المستهدفة من الجهتن .. فيما وقفت الدول العربية المجاورة لإيران موقف المتفرج ولم تحرك أدنى ساكن رغم أن أراضيها استعملت كمناطق عبور للطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وقد اتضح ذلك في الهجمات الأخيرة التي نفذتها إيران على مناطق متفرقة في فلسطين المحتلة وتأكد هذا في الرد الذي قام به الكيان الصهيوني أواخر الأسبوع الماضي على إيران فيما تداولت الأخبار بأن مجلس الأمن القومي الإيراني اتخذ قرارا بالرد العسكري على الضربة الإسرائيلية الأخيرة ولم نسمع أن دولة عربية أيدت أو حتى اعترضت على ما يدور في أجوائها أو على حدودها ! هذه المواقف السلبية للدول العربية تقبلها العدو الإسرائيلي برحابة صدر وشعر أنها تخدم مصالحه في المنطقة إلى حد كبير خاصة وأن مفاوضات التطبيع مع عدد من الدول العربية مستمرة في إطار كبير من السرية والكتمان .. وكما يقال (من يهن يهن الهوان عليه) فهذا الهوان الذي تعيشه الأمة العربية بكاملها اليوم سيجعل منها لقمة سائغة للعدو الصهيوني في الوقت المناسب الذي يراه هذا العدو ولن تشفع لها حينها مواقفها المتماهية مع الأحدت التي تشهدها غزة وجنوب لبنان اليوم فالعقبة الصهيونية لدى بني صهيون هي الأرض الواقعة بن الفرات والنيل؛ صحيح يبدو هذا اليوم بعيد المنال، لكنه سيصبح حقيقة في يوم ما، فالمسألة ليست سوى مسألة وقت ليس أكثر .

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى