أيها السادة : اليوم قررت أن أخبركم بكل ما يجري وإلى أين يتجه العالم في ظل كل المتغيرات التي حصلت طيلة (400) عام ، تذكرون عام 1717 الذي كان به ولادة العالم الجديد .. وتذكرون أن أول دولار طبع عام 1778 ولكي يحكم هذا الدولار . كان العالم بحاجة إلى ثورة فكانت الثورة الفرنسية عام 1789 ، تلك الثورة التي غيرت كل شيء وقلبت كل شيء ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوماً طيلة 5000 عام بالدين والشرائع والميثولوجيات ، وبدأ نظام عالمي جديد يحكمه المال والإعلام .. عالم لا مكان فيه للقيم الإنسانية . لا تستغربوا أننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد ، هذا النظام يعرف طبيعة عملي الخالي من القيم الإنسانية والأخلاقية فأنا لا يهمني أن يموت المصارع ، ما يهمني هو أن يكسب المصارع الذي راهنت عليه ، ومع ذلك أوصلني النظام العالمي إلى الرئاسة ، أنا الذي أدير مؤسسات للقمار والتعري ، وأنا اليوم رئيس أقوى دولة ، إذاً لم تعد المقاييس الأخلاقية هي التي تحكم ، الذي يحكم العالم اليوم ويحكم الكيانات البشرية هي المصالح . لقد عمل نظامنا العالمي بصبر ودون كلل ، حتى وصلنا إلى مكان انتهت معه سلطة الكنيسة ، وفصل الدين عن السياسة وجاءت العلمانية لمواجهة المسيحية. وأيضاً عندما سقطت ما سميت بالخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الديانة اليهودية ، أسقطناها عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي ، فالعالم اليوم بغالبيته يكره السامية ، لذلك نحن قمنا بفرض قانون يحمي السامية ، ولولا هذا القانون لقتل اليهود في كل بقاع الأرض ؛ لذلك عليكم أن تفهموا أن النظام العالمي الجديد لا يوجد فيه مكان للدين ، لذلك أنتم ترون و تشاهدون اليوم كل هذه الفوضى التي تعم العالم من أقصاه إلى أقصاه ، إنها ولادة جديدة ولادة ستكلف الكثير من الدماء ، وعليكم أن تتوقعوا مقتل عشرات الملايين حول العالم ، ونحن كنظام عالمي غير آسفين على هذا الأمر ، فنحن اليوم لم نعد نملك المشاعر ولا الأحاسيس . لقد تحول عملنا إلى ما يشبه الآلة .. مثلاً سنقتل الكثير من العرب والمسلمين ، ونأخذ أموالهم ونحتل أراضيهم ، ونصادر ثرواتهم ، وقد يأتي من يقول لك إن هذا يتعارض مع النظام والقوانين ، ونحن سنقول لمن يقول لنا هذا ، إنه بكل بساطة إن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو أقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم ، إذاً نحن من حقنا أن لا نأمن لهم ، لأنهم خونة وأغبياء وكاذبون . هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي تقول بأن أمريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل وهذه كذبة ، فإن الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب .. فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل ، وأيضاً العرب أغبياء .. أغبياء لأنهم يتقاتلون طائفياً ، مع العلم أن لغتهم واحدة والغالبية من نفس الدين؛ إذاً المنطق يبرر عدم بقائهم أو وجودهم لذلك تسمعونني أقول دائماً ، بأن عليهم أن يدفعوا . أما صراعنا مع إيران ليس لأن إيران هي التي اعتدت علينا ، بل نحن الذين نحاول أن ندمرها ونقلب نظامها ، وهذا الأمر فعلناه مع الكثير من الدول والأنظمة ، فأنت لكي تبقى الأقوى في العالم عليك أن تضعف الجميع . أنا أعترف أنه فيما مضى كنا نقلب الأنظمة وندمر الدول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية ، لأن همنا كان أن نثبت للجميع أننا شرطة العالم ، أما اليوم لم يعد هناك داع للاختباء خلف إصبعنا ، فأنا أقول أمامكم لقد تحولت أمريكا من شرطة إلى شركة ، والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر ، والشركات كي تبني عليها دائماً أن تهدم ، ولا يوجد مكان مهيأ للهدم أكثر من الوطن العربي . مثلاً .. إن ما صرفته السعودية في حربها على اليمن تقريباً يعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء ، وماذا حققت السعودية ، في الختام قالت إنها بحاجة إلى حمايتنا ، في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً أو سيارة لا يتجاوز ثمنها بضعة آلاف من الدولارات. لا أعلم أين النخب ، ولا أريد ان أعرف ، فأنا أعرف بأن مصانع السلاح تعمل ، لا يعنيني من يموت ومن يقتل في تلك المنطقة ، وهذا الأمر ينطبق على الجميع ، فأنا سأستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي ، لأن هذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على أوروبا والصين واليابان ، ثم إنه لا يوجد شعوب حرة في المنطقة ، فلو وجدت لما وجدنا نحن ، لذلك لن نسمح بإيقاظ هذه الشعوب ، كما لن نسمح لأية جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة لذلك وضعنا إيران أمام خيارين .. إما الحرب وإما الاستسلام ، وفرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا إلى الحرب التي لن يربح فيها أحد في المنطقة ، بل سيكون الرابح الوحيد هو النظام العالمي الجديد ، ولكي يربح هذا النظام ، سنستخدم كل ما توصلنا إليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتقنية والاقتصادية.