لم تعد السياسة فن الكذب فقط فهي فن للنفاق وفن للوقوف في صف العدو وفن لقمة الخنوع العربي،وإذا لم يكن الأمر كذلك فبماذا نفسر استمرار مباحثات البحث عن توافق لوقف الحرب على غزة بعد مرور أحد عشر شهرا من القتل والتدمير حيث استشهد نحو خمسين ألف فلسطيني وسويت معظم مباني غزة مع الأرض وهدمت المدارس والجامعات والمستشفيات والمساجد والكنائس،ومع ذلك تتواصل المباحثات وتستقبل القاهرة والدوحة رئيس الموساد بود في الوقت الذي تتفاقم فيه ظروف الفلسطينيين وأصبحوا يتمنون قطرة ماء أو كسرة خبز ،ولم تعد هذه المباحثات التي يتشدق بها وزير الخارجية الأمريكي كلما أتى إلى المنطقة،وكان أجدى بالمفاوضين العرب الاعتذار عن الاستمرار في هذه المفاوضات التي أصبحت مجرد غطاء على جرائم الصهاينة،فالفلسطينيون لم يعد لديهم ما يخسرون خاصة أن الصهاينة ماضون في تنفيذ مخططاتهم التي تتركز أساسا على إبادة أكبر عدد ممكن من الفسطينيين وتهجير العدد المتبقي منهم وباتت هذه المفاوضات وكأنها موسيقى تصويرية مصاحبة لجرائم الإبادة التي ينفذها الصهاينة في غزة، فتبا لهذه المفاوضات التي تجري على أشلاء الفلسطينيين في مشهد هو الأسوأ في القرن الحالي حيث ضرب الصهاينة بعرض الحائط كل مبادرات وقف إطلاق النار وصموا آذانهم على مطالبة شعوب العالم بوقف هذه المأساة من خلال المظاهرات العارمة التي شهدتها جل دول العالم ماعدا كثير من المدن العربية.
■ إمحمد إبراهيم