بعيدا عن المواقف العربية الرسمية وغير الرسمية المتخاذلة والمخزية تجاه ما يحدث في غزة ولبنان والتصعيد الوحشي المتواصبل للعصابات الصهيونية التي اتخذت من طوفان الأقصى مبررا لاستكمال مسلسل التهجير والإبادة الذي بدأته منذ سبعن عاما ،ونراها تتمادى ي هذه المرة وتتجاوز كل الحدود المتعارف عليها في الحروب والصراعات الدموية، فصعدت من حملتها المسعورة على الشعب الأعزل ووسعت من أهدافها ومجالات عدوانها، مركزة في هذه المرحلة على اغتيال رموز وقادة المقاومة الفلسطينية ، مستعينة في ذلك بالخونة والمتصهينن وبائعي الذمم. إن توسع المخطط الصهيوني المتسارع جاء نتيجة توسع أهدافه فهاهي الآلة الحربية للعصابات الصهيونية ترهب دولا كنا نظنها منيعة وقوية وقادرة على مقارعة الصهيونية وأدواتها العسكرية ،فإذا بمنظومتها الأمنية والعسكرية تنهار في أول استهداف مباشر لها ، وفي المقابل تمكن الصهاينة في 13شهرا من تحقيق أهدافهم التي عجزوا عنها لعقود طويلة على رأسها التطويع السلمي لدول المنطقة المحسوبة كبرى والتي قدمت للكيان المغتصب الكثير من التنازلات والمراجعات لمواقفها التاريخية والدينية في معاداة الصهيونية المعتدية في منحى غير مسبوق لا يقل فداحة ولا خطورة على التطبيع الساداتي في سبعينيات القرن المنصرم واتفاقية كامب ديفيد وماتبعها وما ترتب عنها من مخاز أثرت على القضية الفلسطينية ولاتزال .. إن المتابع للحملة الصهيونية الحالية على غزة وكل من يؤيدها من الأحرار الرافضن لعدوانها، سيجد نفسه أمام سؤال كبير هذه المرة .. من وراء هذه الغطرسة الصهيونية؟ ومن أين استمد الصهاينة المعتدين هذه الشجاعة التي جعلت قادتها يرمون بعرض حائطهم كل الأعراف والقيم الإنسانية ويصمون أذانهم عن كل النداءات والتحذيرات وصرخات الرفض العالمية لممارساتهم الوحشية على شعب أعزل لا ذنب له إلا أنه اختار البقاء في أرضه وأرض أجداده؟! من الذي مهد الطريق للآلة الحربية الصهيونية كي تفعل ما فعلته وتخطط لفعله بكل أريحية ودون أدنى خشية من أحد؟!
■ الفيتوري الصادق