يعيش العالم المتشظي أزمات أخلاقية ، رمت به في غياهب الضياع ،فالنظريات الفلسفية لم تحل أزماته ،والأختراعات زادت من بؤسه ،مما جعله يعيش فراغا روحيا رهيبا ،بسبب النظرة المادية المتوحشة التي أرهقته، ودفعت به إلى المجهول .لكنه سيشعر ذات يوم بأنه في مسيس الحاجة إلى الأخلاق والقيم والآداب، ولن يجد ضالته إلا في اللغة العربية ، والدين الإس امي الحنيف ،حينها يعترف أنه أكتشف دوأ نافعا لعلله التي أرهقته ،فلكل لغة منطق وجود، واللغة العربية منطقها منطق ،حياة من خلال قواعدها المحكمة ،ومعجمها اللغوي الثري،وقيمها الأخلاقية العالية ،وستبقى خالدة بإذن الله محفوظة، برعايته ،وصدق الحق ” سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق ( ..اي كل الخلائق يريهم سبحانه آياته في الآفاق (الأفق المتدني: عالم الذرة) . (والافق المستعلى: عالم الفلك) وفي أنفسهم ،لتبن أن الله هو الحق . وغيره الباطل .. لقد أشار الكاتب العالمي (ماركيز) إن لغات العالم ستندثر، إلا أربع لغات هي : العربية : لأنها لغة أخلاق وقيم وأداب والإنجليزية: بحكم التكنولوجيا . والصينية :بحكم الديمجرافيا والأسبانية: بحكم إنها لغة آداب. ما أجمل قول المستشرقة البغارية: (مايا تسينوفا) حين قالت : بعد دراستي اللغة العربية أكتشفت أنه قد أصبح لفمي عقل .. ! الحمدلله الذي جعل لغتنا دليل البشرية نحو الفضيلة وتباريح المحبة والسلام بين الشعوب فالمحبة أكسير الحياة العالم اليوم في مسيس الحاجة إلى المحبة ، لتنير بوهجها الدروب .. فيتخلص إلى الأبد من شرور الفن ، ووي ات الحروب .. لا شيء ينقذ عالمنا المتشظي ، في هذا الزمان سوى طاقة المحبة القوية .. فهي وحدها دون غيرها قادرة على تفتيت حجم الكراهية .. التي أرهقت الأمم بالحروب والدمار و لوثت بنفاياتها الكرة الأرضية .. تلك الطاقة قادرة على جعل الناس يعيشون في وداد و س ام .. ترفرف عليهم راية المحبة والوئام .. شكرا اينشتاين ، فقد أشرت إلى المحبة في نظريتك النسبية .. حن ضربت قيمة الحب في سرعة الضوء فكانت النتائج مرضية .. عذرا (اينشتاين) فالإس ام سبقك في إشارته إلى المحبة وقيمتها الإنسانية .. يوم صدح نبينا: (أحب لأخيك ما تحبه لنفسك) فصارت للمسلم منهاجا نحو السعادة الحقيقية .. إذا سادت المحبة في العالم ستنتهي المآسي على البشرية .. بفعل القيم العربية .
■ الدكتور. خليفة العتيري