إذا كان هناك من يقول أن الليبيين بينهم خلاف فإنه لم يكن اختلافهم إلا على قضية الوطن .. الذي عاد إليه المستعمرون بفعل بعض المتواطئين معه . اختلفوا لأن النفعيين والمتجردين من الوطنية وحب الوطن احتضوا الغرب وبعض العرب الذين لا يريدون الخير والاستقرار لهذا البلد .. ووجدوا من يناصرهم ويساندهم من الذين استفادوا من الفوضى التي عصفت بمقومات الوطن وتعمقت بسلوك المستغلين الذين همهم البطن قبل الوطن .. اختلفوا لأن بعضا من الدول اجتهدت في حشر أنوفها التي اجتهدت في حشر أنوفها في شؤون وطن وشعب لا يخصها وكان هدفها تفريق الشمل وتقسيم المقسم وتشتيت المشتت . اختلفوا لأن البعض انحرفوا عن جادة الصواب وتنعموا بالرشوة واستغلال النفوذ اختلفوا لأن السياسيين الذين أتت بهم المحاصصة لايريدون التفاوض ولا التنازل ولا حتى الحوار والجلوس لبعضهم البعض والكل أصبح لهم رأي .. ولا يريدون أن يرون ما يراه الآخرون بعد أن تنعموا بمزايا الكراسي والانفراد بالسلطة . اختلفوا .. لأن البعض يريد وطنا ودولة ودستورا ونظاما وحكومة منتخبة بإرادة ليبية دون تدخل من الآخرين ، والبعض الآخر وضع يده مع من لا يريدون الخير والاستقرار والتقدم لهذا البلد الذي أصبح أطماعا لمن لم يكن طامعا بشيء .. اختلفوا لأنهم يريدون أن يكون الوفاق والتوافق ليبي ليبي .. ومشاكل ليبيا يناقشها ويجلس من أجلها الليبيون لوحدهم والبعض الآخر .. ليس له رأي إلا من خلال ما يأتي إليه من الآخرين وما يقولون له؛ افعل ولا تفعل . ولهذا أصبح خلاف الليبيين على قضايا الوطن الكل يرى ما لا يراه الآخرون .. والحلول لذلك لا يمكن أن تنتهي إلا بالجلوس صفاً واحداً؛ قبائل ليبية في مؤتمر واحد يجمع الليبيين من أجل التصالح إذا كان هناك خلاف، ويتدارسون مشاكلهم وقضايا وطنهم وإصلاح شؤون بلادهم . وحتى لا يزداد الحال أكثر مما وصل إليه فإن الدعوة يجب أن تنطلق من المجلس الرئاسي ويتواصل مع كل القبائل ويعمل على إقامة مؤتمر جامع لكل أبناء ليبيا .. ويكوّن لجانا وفريق صلح .. لتقريب وجهات النظر والعمل على توافق كل المسؤولين للجلوس على طاولة واحدة؛ إذا كان هدفهم ليبيا وإصلاح حالها وإلا سيبقى الحال كل يوم هو في شأن .. فتعالوا إلى كلمة سواء تجمع كل الليبيين واجنحوا للسلم الذي يبني ويتقدم بالرأي السديد والكلمة الطيبة.
■ عبد الله خويلد