لا يعتد القضاء في كل انحاء المعمورة اثناء نظر الدعوى العمومية بالاعتراف الذي يقع بالإكراه او تحت الضغط او تحت التعذيب اذ يعيد القاضي النظر في الدعوى المرفوعة اليه بفحص الأدلة وسماع اطراف الخصومة وسماع اقوال النيابة ودفوعات المحامي والمتهم وسماع الشهود وهذا ديدن القضاء النزيه وفي قضية هذه الحلقة القي القبض على المتهمة في احدى المقابر وتم تعذيبها باستخدام مختلف الطرق والوسائل ومن بينها الضرب المبرح والتهديد بالقتل لانتزاع اعتراف يتعلق بكونها موجودة في المقبرة في فترة ما قبل صلاة المغرب للقيام بأعمال السحر وتحديدا باستخراج الجثث وقطع ايادي الموتى لاستخدامها في اعداد بعض الأطعمة للمستهدفين بالسحر ورغم ان الأجهزة الأمنية لم تضبط مع المتهمة اية معدات يمكن ان تساعدها في حفر القبور ونبشها واستخراج الجثث او حتى أدوات تتعلق بقطع الايدي وان المتهمة وجدت وحيدة في المكان الا ان رجال الامن ظلوا يضربونها حتى تعترف بالجريمة وتعترف بالقبور المنبوشة وقاموا بمطالبتها بتحديد تلك القبور ونزولا عند رغبتهم وبسبب الضغط والاكراه والضرب والتعذيب اشارت الى بعض القبور وقامت الأجهزة بنبشها وتبين انها متكاملة الأطراف .. وحيث ان الأجهزة الأمنية قد ذهبت عقيدتها الى استحالة قيام المتهمة بنبش القبور بدون مساعدة من متهمين اخرين فقد طلبوا منها ذكر أسماء الشركاء في جريمة نبش القبور والقيام بأعمال السحر وتحت الضغط والتهديد والاكراه والضرب قامت المتهمة بتسمية بعض الاجنبيات اللاتي يعملن معها في احدى المؤسسات العامة وتم جلبهن على نحو من السرعة بنفس الأساليب القاسية وقالت المتهمة لاحقا بان سبب قيامها بتسمية بعض الاجنبيات من الجنسيات العربية ناجم عن شدة التعذيب معتذرة منهن .. وحيث ان القضية لم تكتمل وان الأجهزة ليس بحوزتها أي ادلة او شهادات او مضبوطات تتعلق بنبش القبور او بالسحر وان الجثث التي استخرجت جثث سليمة متكاملة الأطراف وان كل الاعترافات جاءت بسبب البطش الذي تعرضت له المتهمة فقد تعذر احالتها الى النيابة العامة فقامت الأجهزة بإحالة المعنية الى الطبيب الشرعي للكشف على قواها العقلية فأحيلت الى مستشفى الرازي التخصصي بمنطقة قرقارش والذي اكد على سلامة قواها العقلية فأحيلت الى القضاء الذي حكم عليها بالحبس ستة اشهر بتهمة تدنيس مقبرة وكانت المسكينة قد قضت العقوبة اثناء فترات التحقيق والقبض والمحاكمة وتم الافراج عنها … وهكذا تنتزع الاعترافات غير الحقيقية باستخدام أساليب الضغط والاكراه والتعذيب ويفلت المعذبون دائما من العقاب فترى الى متى يظلون في حالة الإفلات هذه !!
■ عبدالله الوافي