مقالات

من لاجوس إلى الأبرق

ما حدث للفريق النيجيري بدأت أحداثه يوم الثلاثاء الموافق 9 أكتوبر ، عندما رفضت السلطات النيجيرية السماح للطائرة التي تقل فريقنا الوطني بالهبوط في مطار مدينة أويو التي ستقام فيها المباراة ، بحجة أن المطار صغير وليست لديه الإمكانيات لاستقبال الطائرة و طلب منها التوجه إلى مطار مدينة لاجوس والتي تبعد عن مدينة أويو قرابة 200 كم . في ذلك المطار تم تفتيش جميع أعضاء البعثة تفتيشا شخصيا، وتم فتح جميع الحقائب وتفتيشها، واستغرقت هذه العملية قرابة الساعتين، وعند خروجهم من المطار لم يكن أحد في انتظارهم عدا السيد سفير ليبيا ، وبعض أعضاء السفارة الليبية ، وبعد انتظار لأكثر من ثلاث ساعات لممثلي الاتحاد النيجيري لكرة القدم الذي تجاهلنا ، ولم يتم إرسال حافلة لنقل أعضاء البعثة ، قامت السفارة باستئجار عدد من سيارات الميكروباص لنقل الرياضيين ومرافقيهم ، ثم بدأ التفاوض مع الشرطة النيجيرية للموافقة على مرافقة البعثة ، ورغم أن هناك تلميح بأن ذلك لم يكن مجانا إلا أني لن أؤكده . استغرقت رحلة العذاب هذه أكثر من خمس ساعات في دياجير الظلام ، مرورا بطرق موحلة ومن ثم خلال طرق موحشة عبر الأدغال ، حيث كانت توجد بوابات عديدة في الطريق، إطارات مشتعلة واشخاص يمسكون عصي . بعد أكثر من عشر ساعات من هبوط الطائرة في مطار لاجوس ، وصلت البعثة إلى الفندق الذي أجرته لهم سفارتنا في حالة يرثى لها من الإرهاق والقلق. يوم الأربعاء توجه الفريق للملعب الذي سيجري به حصته التدريبية، مع دخولهم للملعب، دخل معهم عدد من الجمهور ورفض المغادرة، بينما جلس المدير الفني النيجيري في المدرجات للمشاهدة! كان من المقرر أن تغادر البعثة مساء يوم الجمعة بعد المباراة مباشرة ، السلطات النيجيرية رفضت ذلك بحجة أن الطريق غير آمن وربما كان ذلك بسبب قيام عصابة بقتل ثلاثة صحفيين من جنوب أفريقيا كانوا في طريقهم لتغطية أحداث المباراة ، والغريب أنه تم ابلاغهم بإمكانية هبوط الطائرة في مطار مدينة اويو . توجهت البعثة يوم الأحد إلى ذلك المطار لتبدأ رحلة عذاب أخرى، التفتيش الدقيق والشخصي والتعطيل المتعمد، والمحزن هو مرور الفريق النيجيري من أمامهم متجهين مباشرة إلى طائرتهم. لم تكن هذه المرة الأولي التي تتعرض فيه بعثاتنا الرياضية إلى المعاملة السيئة في بعض الدول الأفريقية، فقد فعلتها نيجيريا عام 2017 في لاجوس لمنتخبنا الوطني لكرة الطائرة حيث انتظروا أكثر من 5 ساعات في المطار، كما تعرضت بعثة نادى الأخضر في تنزانيا إلى كثير من المضايقات وحدوث حالة تسمم لبعض أفراد الفريق داخل الفندق الذي يقيمون فيه، فإلى متى ندير الخد الأيسر ، من صفعني على خدي الأيمن سأصفعه على خده الأيمن (رد كفا) وعلى الأيسر حتى يفكر مليا” مرة أخرى قبل أن يمد يده ، ما حدث للفريق النيجيري من تغيير مطار الوصول إلى مطار الأبرق قد يكون في صالحهم فقد كان الشارع يغلي من الإهانات التي وجهت لنا ، وربما تعرض هذا الفريق للاعتداء من قبل جمهور غاضب تمت إهانته والاستخفاف به ، كذلك سيجعل هذا عبرة لبعض الدول الأفريقية التي تسئ التعامل مع ضيوفها من الفرق الرياضية ، سيقولون ” هل تذكرون ما حدث للنيجيريين في ليبيا ، سيتكرر هذا مع بعثتنا إذا تعاملنا بخبث وقلة احترام مع أي بعثة ” ، لتذهب النقاط الثلاث إلى الجحيم إذا قرر الكاف المتخلف خصمها منا ، كرامتنا دائما قبل كل شئ ، وستبقي ليبيا دائما بيت الكرم والنخوة لمن يستحق وعنيدة وقاسية على كل من يحاول التطاول عليها.

فايز حليم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى