مقالات

كلام على كلام

أليس فينا رجل رشيد ؟!

منذ قرابة الثمانن عاما من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي لم يشهد هذا الصراع تراجعا لأي دور عربي أكثر مما يشهده اليوم؛ حتى الأجيال التي تربت على الروح القومية وروح النضال والجهاد انطاقا ل من إيمانها بأن الصراع مع اليهود (هو صراع وجود وليس صراع حدود) لم تتوقع أن يأتي يوم تقف فيه كل دول العالم العربي من المحيط إلى الخليج موقف المتفرج في هذا الصراع وقد كان هذا التراجع سببا رئيسيا في تصدر إيران لقيادة دفة الصراع حسبما تمليه عليها مصالحها وأهدافها الاستراتيجية وهذا ما أكده تصريح رئيس برلمان إيران مؤخرا عندما قال (إن إيران على استعداد لمناقشة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 القاضي بتراجع قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني) وهو ما استفز رئيس وزراء لبنان (نجيب ميقاتي) داعيا إيران إلى احترام سيادة لبنان على كامل أراضيها .. وأنا هنا لا ألوم إيران فهي دولة تعيش حالة صراع مع إسرائيل وحليفتها أمريكا ومن حقها أن تدافع عن مصالحها كيفما ترى ولولا هذا التخاذل الكبير الذي تعيشه الأمة العربية اليوم لما وجدت إيران موضع قدم لها في المنطقة، وقد وصل هذا التخاذل منتهاه مع بداية حرب الكيان الصهيوني على غزة وجنوب لبنان، فرغم المجازر والمذابح غير المسبوقة إلا أن تعاون العرب مع هذا الكيان قد بلغ ذروته؛ الأمر الذي جعل قادة بني صهيون يشيرون إلى أن هناك شرق أوسط جديد بدأ يتشكل وهذا يعني أن هذه الحرب أخرت انطاقة قطار تطبيع العرب ل مع الكيان الإسرائيلي وقد وجد هذا الكيان الفرصة سانحة لخوض حرب هي الأطول والأشرس في تاريخه ولم نشاهد قادة بني صهيون وهم في قمة نشوتهم كما نشاهدهم اليومة! نعم إلى هذا القاع وصل بنا الحال والهوان فقد صعبت علينا الشقة أليس فينا رجل رشيد ؟!

 

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى