تنظيم حركة الاقتصاد يحتاج الى ادارة مؤهلة وقبل ذلك مقتنعة بما تقوم به والاقتصاد لا يبنى على وزير يصرح بمعلومات مغلوطة أو بقرارات غير نافذة لا تتعدى حركتها النسق الاداري المتبع وعندما يختل الاقتصاد ينعكس ذلك على حياة الناس وينتشر الفقر الذي تكون نتائجه أمراض واشكاليات اجتماعية أي أن للاقتصاد الدور المهم في حياة الناس وأي حكومة لا تتعامل مع الاقتصاد وفق ما تقتضيه أهميته تكون قد ارتكبت خطأ جسيم وقد نجد العذر للدول الفقيرة في سوء حال اقتصادها وأهلها لكننا لا نمنح العذر للدول التي تتوفر لها الامكانيات لكنها لا تحسن التصرف فيها بحيث تبعثرها في غير مكانها ،وبقدر ما ينتشر الفقر يظهر الأغنياء فجأة وكأن السماء صبت عليهم ذهبا ، فالاقتصاد صب الحياة وهو القطاع الذي يجب أن ينال الاهتمام الأوفر ويجب أن يتشكل من الخبراء والمؤهلين في مجاله فهو ليس وظيفة فحسب بل هو حاضر ومستقبل بشر ودولة ، فالدول تقيم بقوة اقتصادها الذي هو المرآه التي تعكس واقعها وللأسف فنحن ضحية اقتصاد مضروب في اعتماداته وفي تصنيف السلع التي نستهلكها وفي حركته بشكل عام ولولا نعمة النفط التي وهبنا الله لكنا في مقدمة الدول الفقيرة ،ومع هذا فإن الفقر بدأ يطل برأسه وينشره هشيم الفساد الذي أصبح ثقافة وسلوك لا يستحي منه الغارقون فيه.
■ إمحمد إبراهيم
