أعلنت نائبة رئيس نيكاراغوا (روزارو موريللو) الجمعة الماضية أن الرئيس (دانيال أورتيغا) أعطى أوامره لوزارة الخارجية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل) حيث وصفت الحكومة الإسرائيلية (بالحكومة الفاشية والمجرمة) بسبب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني واللبناني؛ وكذلك فعلت المكسيك من قبل .. هذه الدول تبعد جغرافيا على فلسطين آلاف الأميال ولكنها أتبتث أنها أقرب إليها من دول تشترك معها في الحدود وليس هذا بغريب فنحن نعيش زمنا أصبحت فيه دول أمريكا اللاتينية أكثر شرفا وحرقة وغيرة على فلسطين ولبنان من العشرات من الدول العربية والإسمية ولو كانت نيكاراغوا أو المكسيك أو البرازيل محاذية لفلسطين لحسب لها الكيان الصهيوني ألف حساب، فقد عانت دول أمريكا اللاتينية كثيرا الصلف الأمريكي ودفعت ثمنا باهظا من أجل التحرر من نير الاستعمار وموقفها مما يحدث في فلسطين ولبنان نابع من تجربتها في مقاومة الاحتل الأمريكي ونابع من روح التحرر التي يتمتع بها قادتها ولطالما عملت الولايات المتحدة الأمريكية على زعزعة الأمن والاستقرار فيها عبر زرع عمء لها فيها ومساعدتهم للوصول إلى السلطة، لكن إرادة شعب أمريكا اللاتينية أفشلت المخطط الأمريكي الصهيوني في السيطرة عليها، وقارة أنجبت (تشي جيفارا وكاستروا ونورييغا ولولا ديسلفا وتشافيز و دانيال أورتيغا) لابد أن تقف مثل هذه المواقف الشجاعة وتلقن الدول العربية دروسا في النضال والتحرر والحياة الحرة الشريفة فهذه الدويت صارت اليوم جزءا لا يتجزأ من المشروع الأمريكي الصهيوني (الشرق الأوسط الجديد) الذي يعترف بالكيان الصهيوني دولة شرعية مستقلة في المنطقة وعاصمتها القدس من النهر إلى النهر وما ذلك ببعيد بسبب هذا الهوان الذي تعيش أحلك أيامه الأمة العربية اليوم .
■ عبدالله سعد راشد