فني

الفنان عبد الله عامر دورده .. عازف الناي

تاريخ حافل بالعطاء ومسيرة فنية زاخرة بالإبداع

هو أحد أبرز نجوم فرقة الإذاعة دخل بيوت كل الليبيين من خلال الإذاعة والتليفزيون.. يأسر
أسماع الجميع بعزفه وعذوبة أنغام الناي الذي يداعبه بكل احترافية فيصدر شجى يلهب الأسماع
وفق نغمات حزينة أحيانا تدخل الوجدان قبل الآذان؛ تنسجم معها الروح في أجواء نغم يسحر
الألباب .. الأستاذ الفنان عبدالله دورده حدثنا عن بداياته الفنية قائلا: كنت موظفا بالهيئة العامة للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية منتصف السبعينيات حيث تم استحداث الفرقة العربية للموسيقى التي ضمتها الهيئة العامة للمسرح حينها؛ تم انتقالي للفرقة ،قرها بشارع السيّدي بمدينة طرابلس.
كان بداخلي ملكة فنية تتملكني ورغبة جامحة لخوض تجربة العزف على آلة الناي وكان مايسترو
الفرقه العربية للموسيقى هو الأستاذ علي الغناي الذي مكنني من الدخول مع المجموعة الصوتية
في ذلك الوقت؛ كنت متابعاًجيدا للأستاذ الراحل حسن عريبي وملتزما بحضور التدريبات مع فرقة
الفنون والموشحات وكنت املك (شبابة) وهي أصغر حجما من الناي لكنها تشبهه كثيرا. وجدني الأستاذ ابراهيم الدهماني مصراً على العزف فأهداني عقلة ناي دخلت على إثرها بعد دريبات وتمرينات بالفرقة العربية مع ذكر جهود الأستاذ مصطفى فرحات الذي أعطاني السلم الموسيقي لآلة الناي وتم إقحامي للجلوس مع الفرقة العربية والعزف معها والفضل لله وللاستاذ ابو القاسم النايلي الذي أعطاني مجموعة دروس مع الأستاذ رشيد سعد الدين؛ كان هذا سنة 1975 م تقريبا ؛ وكان لي شرف حضور أول حفل في السينما الحمراء ذلك الوقت والحفل الثاني كان بمسرح سينما ريفولي بالقاهرة مع الفرقة العربية للمسرح بحضور الفنانة الراحلة فايزة أحمد، واستمرت رحلتي حتى صدر قرار بنهاية السبعينيات يقضي بحل الفرقة العربية للموسيقى والانتقال إلى فرقة الإذاعة والتي كان مقرها بنادي الصيد والرماية
بطريق الشط وكان أكثر العازفين من دولة مصر الشقيقة. وجدت بها استاذي عازف الناي اللبناني سمير سبليني الذي استقبلني وشجعني مع أستاذي عامر الحجاجي الذي أقحمني بالجلوس مع عمالقة الفن وبآلة الناي خصوصا واستمريت حتى يوم الاحتفال بافتتاح مجمع راس لانوف لتصنيع النفط والغاز بداية 1983 م الذي تمت يه دعوة الفنانة السورية سعاد توفيق التي لحن لها الموسيقار الليبي الراحل محمد حسن حيث كانت نقطة انطلاقي مع هذا العملاق. كنت قد استدعيت للتدريبات استعدادا لذلك الحفل؛ أخذت مكان أستاذي الفنان اللبناني سمير سبليني الذي كان في إجازة خارج ليبيا فاستدعاني الفنان محمد حسن رحمه الله لكل التدريبات تمهيداً لذلك الحفل ومن ثم صرت ملازما للموسيقار محمد حسن في فرقة الإذاعة وفي الكثير من الأعمال داخليا وخارجيا.
س/ ماهي الموسيقى بنظرك باختصار شديد؟
ج/ الموسيقى إلى جانب أنها غذاء للروح للمستمع هي بحر يكتشف منها الفنان كل يوم جديد.
س/ ماهي آلة الناي؟
ج/ الناي هي آلة موسيقية من الآلات الهوائية ذات صوت عذب وشجي يصدر أنينا متناسقا وفق جمل موسيقية سواء مفرد او وسط الفرقة يبعث الانسجام ويغازل الروح؛ يثير فنيا إحساسا غريبا ومشاعر عاطفية، وقد شبه صوته بالأنين وسمي بالحزين، ويعد الناي من أهم الآلات الموسيقية الشرقية الأساسية حيث يصدر الصوت بالنفخ بها مع فتح وإغلاق المفاتيح باحترافية عالية ودقيقة لتخرج نغماتها بجودة عالية، وهذه الآلة عرفت في حضارات قديمة وتطورت عبر الزمن حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن.
س/ في نظرك كيف هو حال الأغنية الليبية؟
ج/ الاغنية الليبية ذات الكلمة الملتزمة والهادفة مع اللحن الشجي المنبثقة من فيض الأدب والتراث الثقافي الليبي وتحتوي على مضمون لازالت تتصدر المشهد الغنائي الإقليمي ولكن بدأنا نلاحظ هذه الفترة أن هناك تراجعا في إنتاج الأغنية الليبية لأسباب عديدة منها عدم الدعم والتشجيع وغياب
الكوادر الفنية على الساحة لأسباب عدة. لا أنكر ان ليبيا ولادة مثلما أنجبت محمد حسن وحسن عريبي وغيرهم الكثير فر،ا بالدعم والتشجيع والاهتمام نكون على أمل ظهور قامات فنية تكتسح فضاء الفن والموسيقى بكل مهارة وحرفية متى أتيح ذلك، وهنا تجدر الاشارة ان مايظهر الفن والفنان الليبي هو الإعلام.. والإعلام مقصر فأنا شخصيا والكثير من زملائي الفنانين لم نأخذ نصيبنا من الإعلام ولم تشد بنا أية قناة ليبية لتبرز مجهوداتنا ويتعرف علينا المشاهد الكريم وبالمناسبة أتقدم بالشكر والتقدير لكل القائمين على صحيفة الوقت وخاصة لك استاذ خالد البدري على هذه اللفتة الكريمة. اواصل لأقول يجب الارتقاء ،ستوى الأغنية الليبية وإعادتها لسابق عهدها باختيار الكلمة الملتزمة واللحن الشجي والعزف الراقي المناسب للكلمة الليبية وجذب المستمع لوضعها في شكل جميل بعيدا عن العشوائية و عن ماتتعرض له الأغنية والعمل الفني من تدن في المستوى للاسف الشديد مع الوضع في الاعتبار أن (الجملة الفنية الليبية لايحسها ولا يتقنها إلا الفنان الليبي).
س/استاذ عبدالله دورده طيلة ثمانية واربعين عاما من العطاء ماهي اهم المحطات التي شاركت بها لنشر الأغنية الليبية ومن هم أبرز من عملت معهم في هذا المجال؟
ج/ شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات داخل وخارج ليبيا أذكر منهم على سبيل المثال لا
الحصر : مهرجان الشباب العربي في العراق 1976 م. مجموعة دورات للمألوف والموشحات. بتستور تونس 1999 م 2000 م 2002 م، مع الفنان الراحل محمد حسن. رحلات الخيمة الغنائية من لندن إلى تونس إلى القاهرة إلى باريس والكثير من الحفلات داخليا وخارجيا. أما ابرز من عملت معهم لا يكفي المجال لحصرهم هنا وقد تشرفت بالعزف مع زملائي محمد حسن وحسن عريبي ومحمد رشيد وعز الدين محمد وخليفة الزليطتي وغيرهم الكثير؛ كما تعرفت على عمالقة الفن من ليبيا وخارجها الذين اتشرف برفقتهم وصداقتهم ومن هذا المنبر استمطر شآبيب الرحمة على من رحلوا وأدعو بطول العمر والصحة لكل من هو على قيد الحياة منهم وشكرا لكم.

■حاوره : خالد البدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى