مقالات

ارتسامات وخواطر

برامج لايتجاوز نجاحها الصفر !

لو طرحنا سؤالاً أو استعرضنا ما تقوم بتقديمه الفضائيات الليبية من برامج حوارية لوجدنا العدد الناجح منها لا يتجاوز الصفر إذا استتنينا بعض هذه البرامج التي تعتمد في إعجاب المشاهد بها على قوة شخصية الضيف أو أهمية الموضوع المطروح؛ أما عن الذين يقومون بتقديم البرامج فاسأل ولا حرج فثقافتهم العامة لاعلاقة لها بما يريدون طرحه ومناقشته من قضايا وأمور مع الضيف فهي فقيرة جداً ولا يتجاوز رأسمالها بضع كلمات مصحوبة بالترحيب المبالغ فيه بالضيف المراد محاورته ولا أعرف أن لدى المسؤولين بفضائياتنا على إدارات البرامج الحوارية لديها فكرة كباقي فضائيات العالم عن ما يعرف بفريق البحث الذي مهمة أفراده جمع المعلومات والبيانات عن الموضوع المراد مناقشته أو بحثه أو الشخصية المستضافة وتقديم هذه المعلومات والبيانات لمعدي ومقدمي البرامج لتكون مساعدتهم فيما يريدون طرحه أو مناقشته مع الضيف بعيداً عن التكرار للأسئلة ذات المضمون الأجوف كما يفترض أن يكون لمدير إدارة البرامج الرأي النهائي بالموافقة أو الرفض عن المادة أو الضيف المراد محاورته ولا يترك الرأي لمقدم البرامج الذي عادة ما تكون للصداقة الشخصية دورها في هذا المجال ويكون المشاهد ضحية أفكار ضحلة فارغة المحتوى لا تغني ولا تسمن من جوع .. أتحدث عما تقوم بتقديمه الفضائيات الليبية للمشاهد خاصة ما يتعلق بالبرامج السياسية وبمحلليها الذين لم تمر على أدهانهم ولا ثقافتهم درة واحدة من علم السياسة التحليلية ولا الجغرافية السياسية فهم يجهلون حتى أسماء البلدان أو موقعها القاري أو حتى تاريخها المعاصر، وثقافتهم الوحيدة تكرار الكلمات وبعض المواقف وأخيراً أقول بأنني استمعت وشاهدت الكثير من الحوارات التلفزيونية أجريت مع مثقفين على مختلف تخصصاتهم وخبراء وعلماء وفنانين يملكون القدرة الكبيرة بمجالهم ويمكن للمشاهد أن يستفيد من ثقافتهم هذه، ولكن للأسف لم تشد ثقافتهم هذه المشاهد لمتابعتها والاستفادة منها بسبب المحاور وأسلوبه وعدم قدرته على الأخذ والعطاء مع الضيف الذي يقوم بمحاورته بسبب الفارق في الثقافة والمعرفة بينما وبسبب عدم وجود ما يسمى (بفريق البحث) بإدارات البرامج التلفزيونية ومهمة أفراد هذا الفريق جمع المعلومات والبيانات عن الموضوع المراد الحديث عنه أو الشخصية المستضافة وتقديمها لمعد البرامج أو مقدمه ليكون الضيف كتابا مفتوحا أمامه.

* عثمان اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى