مقالات

كلام على كلام

عام على طوفان الأقصى

صادف يوم أمس مرور عام على عملية طوفان الأقصى تلك العملية التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية على عدد من المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة والتي بسببها لا زالت قوات الاحتال الصهيوني تشن حرب إبادة جماعية في غزة وجنوب لبنان راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء بين قتيل وجريح و مفقود هذه الحرب وضعت المنطقة على شفير حرب إقليمية شاملة خاصة بعد دخول قوات الاحتال إلى جنوب لبنان وقتلها عددا من قيادات المقاومة في لبنان وعلى رأسهم (حسن نصر الله) والهجمات المتبادلة بين إيران والكيان الصهيوني والتي لا يعرف أحد كيف ستكون نهايتها .. لكن ما هو جذير بالبحث والدراسة هو ذلك الغياب التام لأي تأثير عربي رسمي أو شعبي في مجريات الأحداث التي تشهدها المنطقة رغم المشاهد المرعبة للمجازر الصهيونية في حق الأبرياء المدنين الفلسطينين واللبنانين حيث انسلخ النظام العربي الرسمي من عروبته بشكل تام تاركا المجال واسع أمام إيران والتي أصبحت تتحكم في كل كبيرة وصغيرة في المنطقة وتولت هي دون غيرها تحديد مسار المقاومة بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وكأن فلسطين أرض إيرانية ولا أكون مبالغا إذا قلت أن من بين الأنظمة العربية من قدم يد العون والمساعدة لإسرائيل سرا وعانية وهذا منعطف خطير بدأ يظهر بوضوح منذ بدء ما يعرف بفورات الخريف العربي وهو ما يقف وراء التمادي غير المسبوق لإسرائيل في سفك الدم العربي ومضيها في حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة واستخدامها جميع أنواع الأسلحة المحرمة دوليا وبقدرة قادر صارت إيران هي الاعب الأساسي فيما اكتفت ل الأنظمة العربية بلعب دور المتفرج، فأي ذل تعيشة الأمة العربية اليوم وأي هوان أصابها في مقتل رغم بشاعة المجازر وقتامة الصورة ؟! حتى أن العالم كافة اعتاد على التحدث مع إيران كونها تصدرت الصراع مع الكيان الإسرائيلي في وقت غاب فيه أي دور عربي في هذا الصراع ! فهل كانت عملية طوفان الأقصى ضرورية حتى نصل إلى هذا الحال؟ أم أنها القطرة التي أفاضت كأس الذل والهوان العربي ؟!

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى