بعيدا عن التعريف الأكاديمي للصحافة فإن وضعها في المرتبة الرابعة من الأجسام الحاكمة يعني أن الصحافة تمارس بمسؤولية قبل المهنية وإنها لا تمارس لأجل إشباع الهواية أو الكسب المادي بل لأن الصحافة هي نبض الشارع ، وأن هذه الصحافة تعد طرفا رئيسيا في البحث عن رفعة الوطن وكشف الأخطاء والسرقات، وهناك كثير من القضايا لو لم تطرحها الصحافة لما علمت بها الجهات الرقابية ، ولما كانت الصحافة هكذا، فإنه لابد أن تجد هذا التهميش وهذا الجفاء خاصة عندما يكون ديدن المسؤول التلاعب والسرقة وهو غير مستعد بأن يكون سارقا وبيده شمعة فالصحافة الصادقة هي الشمعة التي تكشف المسؤول الفاسد، لذا فإننا نجد العذر لكثيرمن المسؤولين الذين يديرون ظهورهم للصحافة والصحفيين ويبنون جدارا فاصلا اعتقادا منهم بأن ذلك سيجعل ما يفعلون سرا لن نصل إليه، لكن نطمئنهم بأنهم لن يفلحوا في ذلك والصحفي يجد لذة في أداء مهامه في ظروف صعبة وهذا أحد الأسباب الذي جعل الصحافة مهنة المتاعب ، لذا فإن تهميش الصحافة تحت أي ظرف لا يمكن أن يسلبها صفتها المهنية والمعنوية بأنها السلطة الرابعة وهي السلطة التي لا يتعامل معها الصحفي بأنها تسلط بل مهنية تتسم بالمصداقية ووضع المصلحة العامة في المقام الأول، وسنظل نمارس مهامنا بأكثر حرص وجدية مهما تعنت المسؤولون ومهما كان مستوى محاولاتهم لاجل إبعاد الصحافة عن القيام بدورها، والشيء المهم الذي يجب على هؤلاء أن يقتنعوا به تمام الاقتناع أن الصحافة ستظل تطارد الحقيقة وأن إرضاء المواطن العادي البسيط أولى ألف مرة من إرضاء المسؤول ، ويحسب هنا لكتاب ولكل أسرة (صحيفة الوقت) إنهم لا يتمسحون بعتبة أي مسؤول وهذه شهادة براءة نعتز بها .
■ إمحمد إبراهيم