حرية التعبير حق أساسي من الحقوق
من الحقوق الأساسية للإنسان والتي ضمنتها القوانين الدولية والوطنية ونصت عليها الدساتير في كل أرجاء العالم حق حرية التعبير باعتباره يندرج ضمن الحقوق السياسية لكل إنسان .. ويعرف حق التعبير بأنه الحق السياسي لإيصال أفكار الشخص عبر الحديث والتعبير عن آرائه وافكاره في كل القضايا التي تهم الفرد والمجتمع .. ويمكن تحقيق حرية التعبير من خلال التفاعل الاجتماعي بين الفرد والآخرين عبر علاقات وروابط مع (الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل) . إن هذا التفاعل بين الفرد والوسط الذي يعيش فيه يضمن الحصول على المعلومات ونقل الأفكار وتلقيها والتعبير عنها دون خوف من متابعة أو عقاب ..ويتم هذا التبادل في الرؤى والتعبير عن المواقف بصيغ مطبوعة أو عبر الحديث وتبادل الآراء حول أهم القضايا وذلك بالحوار الهادف البعيد عن التعصب والتشبث بالآراء المسبقة والنتائج الجاهزة التي لا طائل من ورائها سوى السقوط في دوامة الضياع والتكرار الممل، وحتى الإسلام باعتباره دين الحرية وإطلاق القدرات الإبداعية للإنسان شدد على حرية التعبير وإبداء الرأي بكل وضوح وبما لا يسيء للغير أو يمس (حياته أو عرضه أو سمعته أو مكانته الأدبية) إذ أن حرية التعبير لا تعني وفق هذا التوجه التجريح أو شخصنة الحوار بدوافع عاطفية لا تعبر إلا عن كراهية الآخر .. وتأكيدا على ذلك فقد جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الكلمة الطيبة صدقة) ولا يمكن أن تكون الكلمة طيبة أو صادقة إذا ما شابها شيء من انتقاص الآخرين أو السخرية منهم فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون سورة الأحزاب الآية (11) فحرية التعبير تعني الإفصاح عن آرائك والتعبير عن أفكارك بكل حرية ، ففي ظل حرية التعبير يزدهر المجتمع وتنمو فيه الرغبة في النقد البناء والميل إلى إصلاح الأخطاء وتصويب خطوات المجتمع إذا ما جنحت عن جادة الحق، ولا تعني حرية التعبير ان تسمع من الآخر ما يداعب هواك وينسجم مع رؤاك ، فقديما قيل (حرية التعبير حقك في قول ما يعجبك وحق الآخرين في قول ما لا يعجبك) وبناء على كل ذلك ونتيجة لما لحرية التعبير من مضامين أخلاقية وارتباطها بقضية الحرية بشكل عام باعتبارها حق أساسي من حقوق الإنسان التي لا يمكن التفريط فيها أو التنازل عنها فقد نصت المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل واستقصاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون التقي ..
■ عبدالله مسعود ارحومة