كانت أهم قضية تشغل الحكام العرب على مختلف أسمائهم ومناصبهم هي القضية الفلسطينية لأنها عربية وسلمت أرضها لمن لايستحق ظلماً وعدواناً وأتوا بمشردين لأرض ليست أرضهم كانوا مقيمين ومجندين وعائشين في كل مدن العالم من روسيا إلى أثيوبيا إلى ايطاليا إلى القوقاز وغيرهم من الدول .. ولم يقبل الحكام العرب ولاالشعوب العربية أن تعطي بلد وأرض لمن لايتسحق ويهجر شعبها ويتيهون في عواصم العالم .. ومن بقي من شعب فلسطين أصبحوا رهن الاعتقالات والقتل والإبادة .. وكانت على مر السنين وعبر المؤتمرات والمسيرات والوقفات المطالبة والمقاومة بعدم الوقوف ولا السكوت حتى يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه ويتحرر القدس فلم يتحرر القدس ولم يعد الشعب الفلسطيني. ومرت سبعون سنة من البيانات والمؤتمرات من أجل الشعب المهجّر حقوقه والعيش بسلام في أرض فلسطين ولم يتحقق ذلك .. ومن أتوا إلى فلسطين أصبحوا يزدادون ثراءً ونفوذاً وقوةً وصمود وأهل البلد مشردين في عواصم العالم ومن بقى منهم يبادون والحكام الجدد ينظرون ولم يكن بوسعهم إلا التنديد وبعضاً منهم يتسابقون للتطبيع ويطالبون العدو الصهيوني أن يجنح للسلم ويكف القتل والإبادة للشعب الفلسطيني الذي يُدك اليوم بأبشع أنواع الإبادة والقتل والاغتيالات من العصابات الصهيونية التي لم تجد من الحكام العرب إلا الصمت وغض الطرف .. ولم يكن بمقدورهم إلا مطالبة الشعب الذي يُباد بضبط النفس .. وهو صامد؛ حرب لم تكن متكافئة بلارحمة ولاشفقة آلاف من الأطفال والنساء وعائلات أُبيدت في حرب غزة التي دخلت في عامها الثاني والشعب الفلسطيني في الملاجيء بلا ماء ولادواء ولاطعام ولامن قال كفوا أيها المستعمرون من الحكام العرب وأصحاب المعالي والسمو يتسابقون في إقامة الحفلات والتبرك بالخامات اليهودية والتماثيل الماجوسية .. ودور العبادة المسيحية ولم يعد من أحد تشغله القضية الفلسطينية التي يطاردون في قاداتها وتصفيتهم واحداً تلو الآخر حتى القضاء على شيء اسمه فلسطين حتى إرغام أهلها على القبول بالجنسية الإسرائيلية وحكومة الاستطيان وما أحداث غزة ورفح والمخيمات الفلسطينية التي تُباد على نار هادئة بمباركة الدول الغربية على رأسهم أمريكا .. مخطط استعماري الهدف منه التخلص من الفلسطينيين حتى يكون الدور القادم على بقية الدول العربية واحده بعد الأخرى؛ إلى أن تتحقق أرض الميعاد من الفرات إلى النيل وباحكام العرب استمروا فيما أنتم فيه فالشعوب المغلوبة على أمرها لن تترككم والتاريخ لن يرحمكم والشعب الفلسطيني له رب سيحميه والأمة العربية والإسلامية باقية وسوف يأتي الجيل الذي لن يهان ولن يسلم نفسه لليهود والصهاينة ولن يتخلى عن أرضه ومبادئه كما تخليتم أنتم ياحكام السلطة على المباديء والقيم والدين. وسعيتم وراء المكاسب والمناصب .. وتخليتم عن القيم الإسلامية والعروبة.
■ عبد الله خويلد