متابعات

مهندس الديكور .. الفنان عون الشبلي .. للوقت

درست تخصص الأثاث وأكملت دراستي في شعبة التصميم كلية الفنون والإعلام

هندسة الديكور .. فن متخصص راق ومتميز في الأعمال الفنية سواء أكان في المرئية أو في المسرح أو السينما .. وهو الفن الذي يعتبر أساس نجاح العمل والذي يعتمد اعتماداً كبيراً على مهندس الديكور الذي يضع المشاهد في قلب الحدث بمجسمات تعبر عن مضمون العمل وأهدافه .. من هؤلاء؛ الفنان المهندس عون الشبلي الذي بدأ مشواره الفني سنة 1987 م بمجال المسرح حباً ورغبة في هندسة الديكور ، والذي قدم من خلاله مجسمات وديكورا لأجمل الأعمال الفنية المسرحية والأعمال المرئية .. صديقاً وقريباً لكل الفنانين ويعتبر المسرح بيته الثاني ويتمنى أن يتقدم العمل المسرحي في كل مجالاته ويرى فن الديكور الأساس في أي عمل فني مسرحي .. عاش تجربة جميلة من خلال تعامله بفن هندسة الديكور . التقينا به في حوار لا تنقصه الصراحة؛ تحاورنا معه عن بداياته الفنية وعلاقته بهندسة الديكور وتعامله مع الفنانين ورؤيته في مجال المسرح وكيف يرى أن يكون المسرح ويتمنى أن يتقدم بالدورات التدريبية والدعم المادي .. فماذا قال في رده على أسئلتنا من خلال هذا اللقاء المتميز لمهندس متميز في فن الديكور . بدايه نلتقي هذا الاسبوع مع مصمم الديكور المهندس الفنان عون الشبلي في حوار فني عن بداياته الفنية وعلاقته بفن الديكور ونبدأ معه بالسؤال التالي :
■ كيف انتسبت للمسرح .. وعن طريق من؟
البداية كانت في المسرح الوطني في 1.10.1987 بعد أن تم تنسيبي من الخدمة العامة قسم الديكور ومن ثم انطلقتوبدأت في هذا المجال .. عشقي لفن الديكور كان سببا في الانخراط في هذا التخصص؛ وكذلك رغبتي لمهنة الديكور وفن الأثاث بشكل عام هي الدافع الأساسي لدخولي هذا المجال.
■ لماذا اخترت المسرح؟
لأن المسرح هو أستاذ الشعوب وهو أبو الفنون؛ تجتمع به كل الفنون وتجتمع فيه عناصر العمل الفني بالكامل ؛موسيقى وملابس وإضاءة والديكور هو العنصر السينوغرافي الرئيسي في العمل المسرحي أو التليفزيوني.
■ هل اكتسبت فن الديكور عن طريق الدراسة أم هو خبرة وهواية؟
أنا درست في معهد نصر الدين القمي الصناعي تخصص أثاث وتخرجت منه، وأكملت دراستي في كلية الفنون شعبة التصميم ومع الممارسة اكتسبت الخبرة كذلك بمساعدة أساتذة أفاضل منهم الفنان الراحل الأستاذ عبد المجيد سويد مؤسس قسم الديكور في ليبيا الذي شجعني وكان دافعا أساسيا لحبي لهذه المهنة.
■ نعرف أنك أحد أعضاء المسرح الوطني؛ كيف تتعامل مع الفرق الفنية المسرحية الأخرى؟
تعاملنا دائما تعاملا أخويا؛ لأن الفرق المسرحية والأهلية هي بمثابة البيت الثاني للفنانين وهم كالعائلة الواحدة يجمعهم الحب والتعاون؛ في السابق كانت لدينا ورشة للديكورفي المسرح الوطني وهي لكل الفرق المسرحية والأهلية ومن يحتاج لديكور؛الورشة هي المنفذ والمصمم لديكور أي عمل مسرحي.
■ شكل الديكور لأي عمل مسرحي هل أنت من تصممه أم المخرج هو من يطلب ذلك؟
بعد قراءة النص وقراءة الطاولة وتتبع (البروفات) من خلال الحركة لأي عمل يكون هناك توافق ثلاثي بيني وبين المخرج وبين ما يتطلبه العمل ونصل لخلاصة لتصميم الديكور.
■ ما هي الصعوبة في فن الديكور؟
أي مصمم لديه أفكار جميلة وطموح، ولكن نظرا للصعوبات التي تواجهه من قلة الإمكانيات، تكون حائلا بينه وبين طموحه وأفكاره وخياله. نحن عملنا مع المسرح الفقيروقلة الإمكانيات وعملنا في المقابل مع المسرح الغني بإمكانيات ممتازة المهم أن نعمل ونصل لعمل مسرحي جيد.
■ جل أعمالك في العمل المسرحي .. فأين أنت من المرئية؟
لدي تجارب في المرئية وعملت في مجموعة أعمال للمنوعات مثل (هوينه) للمخرج ناجي بو سبعة و(احسبها صح) وعمل سينمائي (إيمان) لمؤيد زابطية وبرنامج (المقام) الذي قدمه الإعلامي عطية باني.
■ بعض الأعمال المسرحية لا تعتمد على المجسمات الكثيرة للديكور.. هل لقلة الإمكانيات أم أن العمل أحيانا يتطلب ذلك؟
نعم بعض الأعمال أحيانا لا تحتاج إلى ديكور لأن النص من خلال الأحداث يتطلب ذلك .. فالنص ممكن أن يكون تاريخيا لعصر من العصور التاريخية أوالمدينة الواقعية .. بعض النصوص هي في فضاء مفتوح وتكون في اللا زمان واللا مكان وتحتاج لديكور رمزي وهناك أعمال لمدارس تتطلب بانوراما سوداء فقط وتتركز على الإضاءة والمؤثرات الصوتية.
■ أحيانا نرى أعمالا مسرحية تتحصل على جائزة في فن الديكور .. فهل هذا راجع للمصمم أم لعمل
واختيارات المخرج؟
النص هو من يعطي للمصمم البراح في أفكاره وخيالات خصبة فيبدع .. على سبيل المثال مسرحية (الطريق إلى ثار) من إخراج الراحل عبد العزيز الحضيري تحصلت فيها على الجائزة الأولى مناصفة في أكثر من 44 عملا مسرحيا على مستوى ليبيا الدورة الثامنة لمهرجان المسرح الضخم الذي أقيم في طرابلس سنة 1999 . وكذلك العمل المسرحي الضخم مسرحية (طرابلس أخت الشمس) للكاتب الراحل أحمد الحريري وإخراج د.حسن قرفال .. الديكور كان عبارة عن مجسمات كبيرة وأكثرمن 100 ممثل، وعمل آخر ديكوره كان ضخما هو (ملحمة قورينا) للكاتب المسكيني الصغير من المغرب وإخراج د. حسن قرفال وعمل مسرحي للمخرج فتحي كحلول (نحن الملك) كذلك كان الديكور ضخما وهي أعمال رائعة ستبقى في الذاكرة.
■ كيف كانت تجربتك ومسيرتك الفنية وتصميم الديكور في المسرح؟
كانت تجربة جميلة ورائعة وومتعة ولوعاد بي الزمان من جديدلاخترت أن أكون مصمما للديكور مرة ثانية لأنني ترافقت مع فنانين كبارا من الشرق والغرب والجنوب منهم من قضى نحبه رحمهم الله وغفر لهم ومنهم من هو على قيد الحياة الآن مع تمنياتي لهم بطول العمر ولم أر منهم إلا التعاون والحب والاحترام والتقدير.
■ سمعنا أنه هناك عمل جديد تستعد لتصميم ديكور له .. ما هو هذا العمل ومن مخرجه؟
حصريا لصحيفة الوقت .. العمل هو (العاشقات) للكاتب البوصيري عبدالله والمخرج عبد الله الزروق وعمل ثان جديد كذلك هو (سيلفي) للكاتب والمخرج فتحي كحلول وعمل آخر هو (القفص 3) للدكتور عمر هندر.
■ كيف ترى المسرح اليوم ؟
بوجود الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون وقيادة حكيمة من قبل الفنان عبد الباسط أبو قندة وزملائه من الفنانين؛ الحقيقة هناك نهضة واهتمام بالمسرح في الآونة الأخيرة والمسرح يتجه للاتجاه الصحيح وأتمنى أن يحظى بالدعم اللازم .
■ لديك أعمالا مسرحية كثيرة .. تحدث لنا عن أعمالك المميزة التي تعتز بأنك قمت بتصميم ديكورمتميز لها؟
الاعمال مثل اللوحات التشكيلية فكل عمل له خصوصيته وبصمته ولا استطيع أن أتجاهل أي عمل منها وكل أعمالي التي عملت بها أنا راض عليها ولكن هناك أعمال تظل في الذاكرة حتى عند الجمهور مثل طرابلس أخت الشمس والطريق إلى ثار وقورينا ونحن الملك.
■ ماهي أطرف المواقف التي مرت بك من خلال عملك؟
شاركت في مهرجان الخريف الدولي بمدينة هون .. أثناء العمل المسرحي (خط ولوح) للمخرج محمد الأسود ؛كنت أقوم بتغيير الديكور وفني الإضاءة كان متعجلا وفتح الإضاءة وأنا كنت واقفا وممسكا بقطعة من الديكوربيدي فاضطررت لأن أختبئ وراءها وبقيت ممسكا بها بيدي حتى انتهى المشهد وتعبت يداي وكان موقفا طريفا.
■ ماذا ينقص المسرح هذه الفترة ؟
النص المحلي وبناء المسارح وإقامة دورات تأهيلية للكوادرالجديدة من ممثلين ومؤلفين ومخرجين وفنيين.
■ هناك علاقة بين فني الإضاءة وبين مصمم الديكور .. ماهي هذه العلاقة؟ هي علاقة الضوء والظل والتوافق بينهما وهي علاقة وطيدة .. أحيانا الديكور يحتاج لإضاءة خفيفة وأحيانا تكون قوية وهذا يحدده مصمم الديكور مع فني الإضاءة عن طريق (البروفات) لأن الإضاءة لها تأثير كبير في الديكور حتى من الناحية الجمالية.
■ فني المؤثرات الصوتية وفني مؤثرات الإضاءة لهما علاقة بتصميم الديكور .. أم أن كل متخصص له رؤيته في العمل الفني؟
يجب أن يكون هناك توافق فيما بينهم فهي (سينوغرافيا) شاملة ولكن فني الإضاءة ومصمم الديكورعلاقتهما مهمة لأن تأثير الإضاءة على الديكور يعتبد جزءا من العمل، والمؤثرات الصوتية تأتي بعد ذلك لأن العمل بدون مؤثرات صوتية يعتبر ناقصا ويجب أن يكون هناك تناغم وانسجام فيما بين العناصرالثلاثة.
■ مهندس الديكور .. هل هو مصمم أو منفذ لرؤية المخرج؟
هو مصمم لرؤية المخرج .. بعد قراءة النص والطاولة يضع المخرج رؤيته ومن ثم يقوم المهندس بتصميمها بناء على رؤيته.
■ هل أنت راض على عملك في مجال المسرح؟
نعم أنا راض وسعيد جدا لعملي في هذا المجال فمن خلاله تعرفت على الكثير من الفنانين والفنيين والكثير من الشخصيات المحترمة وعلاقتي معهم دائما ممتازة بكل الود والحب والاحترام والتقدير.
■ ما هي الصعوبات التي واجهتك في أعمالك الهندسية؟
باعتباري مصمما ومنفذا فهذا يصيبني بالإرهاق والتعب، وكذلك قلة الإمكانيات في بعض الأعمال .. أناشد المسؤولين بالهيئة العامة للمسرح والخيالة أن تعود الورشة الكبيرة الخاصة بهندسة المناظر وبالديكورمثلما كانت في السابق وبتجهيزوتقنية حديثة ومتوفربها كل الاحتياجات؛ حتى يتسنى لنا العمل والتصميم للديكورات لكل الأعمال الفنية بكل يسر وسهولة.
■ كيف ترى نفسك بعد هذه الرحلة الفنية الطويلة ؟
العمل في هذا المجال ليس مملا وفي أي تصميم وتنفيذ ديكور لعمل فني تشعر بأنك كأنك تقد بدأت من جديد وبتجربة جديدة لأن كل عمل له ديكوره وشكله الخاص.
■ إضافة اخيرة نختم بها هذا اللقاء فرصة طيبة أستاذ بشير لإعطائي هذه المساحة بصحيفة الوقت وأنا سعيد جدا بهذا اللقاء الجميل والممتع بصدق وأشكر صحيفة الوقت ورئيس تحريرها الاستاذ عبدالله خويلد . ومن خلال منبركم هذا أتمنى من أصحاب القرار أن يهتموا بالخريجين من كلية الفنون ويوجهونهم التوجيه الصحيح وأن يدعومهم لصقل مواهبهم وما تعلموه خلال دراستهم في هذه الكلية المتخصصة ومواكبة العصر باحتضانهم وتأهيلهم التأهيل الصحيح. وأخيرا أترحم على كل الفنانين الذين وافاهم الأجل مثل الأستاذ عبد المجيد سويد وعبد الله الشاوش وكل رفاق الإبداع الذين سبقونا إلى دار البقاء. وأتمنى الخير والصلاح للعباد والبلاد والوحدة ولم الشمل فليبيا واحدة ولن تتجزأ مهما حاول العابثون.

■ حاوره : بشير حامد جحا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى