مَا بالهم لا يسمعون ولا يقرأون ، ألا يعلمون أن الصحافة هي المرآة التي يرى فيها المسؤول وجهه الحقيقي الذي يراه عليه الناس؟! من يُخبِرهم أن الصحفي لا يكتب أقدارهم ولا يحدد مسؤولياتهم ولا يحسب ملايينهم ولا أطيانهم وعقاراتهم التي اكتسبوها من وراء مناصبهم التي يتقلدونها، وبأن الصحفي لا يلون قوس قزح؟! من يقنعهم أنه مجرد مواطن محدود الصلاحيات ، كان قدره أن يكون صحفيا ليكشف الحقيقة للعامة ، وليقول للمحسن أحسنت ولمن أخطأ إنك مخطيء ؟! مَن يخبرهم أن للصحفين أيضا قلوب تتحمّل آلاماً مثل قلوب باقي البشر وقد يرتكبون بحقها الأخطاء ، ولكنهم يدوسون عليها بحثا عن الحقيقة ؟! ما بهم لايعترفون بأنهم يخطئون ولا يسلّمون أنهم بشر من نسل آدم برتبة مسؤول وبأن خير الخطائن التوابون ! لماذا يظنّون بالصحفي ظن السوء وقلمه دائما ملوث برائحة الخطيئة؟! لم يحاربون الكلمة ..وفي البدء كان الكلم؟! ألا يعلمون أن الصحفي ينتعش ويزدهر من نهر خطاياهم ؟! لماذا يحاولون إجبار الصحفي على الالتزام بقرار الصمت قبل أن يُطلَق سراح الكلمة ؟ ألا يعلمون ان الصحافة هي سلطة رقابية ، بل صنفت وسميت بالسلطة الرابعة ؟! أي أنه ليس من مهام الصحفي تلميع أو مدح المسؤول بما ليس فيه، وإنما الانحياز بقلمه إلى الشارع وهنا أتحدث عن الصحفي الحقيقي الملتزم بأخلاقيات مهنة الصحافة ولا أتحدث عن الفئة المحسوبة على الصحافة ، والذين ساقتهم الأقدار إما مجاملة أو واسطة من مسؤول نافذ ! فالصحفي هو الباحث عن الفكرة التي ينتجها المجتمع ليعيد صياغتها وتوظيفها وتقديمها بكل شفافية وموضوعيةبعيدا عن الثلب والتشهير وهدفه دائما الوصول للحقيقة ، من خل مراقبة ما يستجد من ا ظواهر سلبية كانت أم إيجابية في المجتمع وأثارتها أمام الجهات المختصة ومتابعتها باعتبار الصحفي هو عن الشعب التي يرى بها ما تقوم به الحكومة وتطرحه من برامج أي أن الصحفي هو من يجعل الشعب يراقب الحكومة ، وليس العكس !
■ عون ماضي