ما أن تلِج البيت الليبي للعلوم والثقافة بالزاوية حتى تغمرك سعادة وارتياح غاية في الجمال ويأسرك الفضاء الواسع المتجانس بسحر فياض وتبهرك هيبة المكان فتخطو خطواتك على مهل بين جنبات الأرفف تحفك آلاف الكتب لعناوين المعرفة المتنوعة في الثقافة واللغة والأدب فتغوص في بحور الكلم وتنهم بشغف عصارة أفكار الأدباء والعلماء والمبدعين . فيمضي بك الوقت سريعا كأنه البرق الخاطف وسط هدوء وسكون المكان فلا تسمع إلا همسا رغم العمل المتواصل للمشرفين والمنسقين والمديرين الذين يعملون في صمت داخل أروقة البيت العامر بفضائه الكبير المغري للقراءة والاطلاع. وما أن تكمل جولتك حتى تتكون لديك رغبة ملحة في العودة من جديد . مدينة الزاوية ورغم كل ما يشاع عنها من أخبار تنفرد بهذا الصرح الحضاري الكبير الذي يضم بين جنباته أبجديات اللغة العربية الجميلة متناسقة في أسطر وكلمات مصفوفة تحاكي الماضي والحاضر وتتنبأ بالمستقبل وتسهم في أفكار روادها بمزيد من زخم المفردات والجمل والرصيد المعرفي و تعمل على صقل المواهب وتدفع بهم نحو مجالات التألق والإبداع . فلمثل هذه الأماكن ينبغي التوجه و الحضور المباشر للحصول على المبتغى من بين عناوين الكتب التي يفوق عددها 13 ألف عنوان والاستمتاع بالصرح الثقافي المهيأ بالحداثة وتقنيات العصر، فالبيت الليبي للعلوم والثقافة بالزاوية يعمل بمنظومة (كوها) وهى نظام آلي متكامل لإدارة المكتبات مجاني يخضع لاتفاقية البرمجيات المفتوحة المصدر GPL ، ولديه كل المميزات الأساسية التي تحتاجها المكتبات وقد تحصل البيت الليبي على عضوية الفهرس العربي الموحد بالسعودية .. أيضا يشهد البيت عدة أنشطة منها العلمية والترفيهية والتوعوية والثقافية . وفي زيارة خاطفه لبيت العلوم والثقافة بالزاوية كانت لنا وقفة مع الدكتورة نجاح بن زائد / مدير إدارة الشؤون الثقافية بالبيت الليبي للعلوم والثقافة بالزاوية .. والتي بدورها قدمت لنا نبذة مختصرة عن الإدارات الرئيسية بالبيت وعن محتوياته وسير العمل به وأكدت بقولها . بأن البيت يضم عددا من الإدارات على النحو التالي وهى :- إدارة الشؤون الإدارية والمالية . إدارة الشؤون العلمية . إدارة الشؤون الثقافية. علما بأن كل إدارة تضم عددا من الأقسام والمكاتب؛ بالإضافة إلى ورشة مجانية لصيانة وترميم المصاحف . وحدة نشاط الطفل والتى ترعى أنشطة الطفل بمختلف انواعها . ايضا يوجد استوديو مجهز لتسجيل البرامج الإذاعية. يتبنى البيت استراتيجية تقوم على الشراكة أو التوأمة مع المراكز الثقافية والمؤسسات الحكومية و الأهلية المناظرة ، وايضا إحياء فكرة الصالون الثقافي أو مايسمى بالصالون الأدبي، ومن بين المراكز التي تم التعاون معها هى .. * مركز علي الغرياني للكتاب بتاجوراء . *مؤسسة التناصح بطرابلس . *المقهى الثقافي بمصراتة. * مركز العون الثقافي بمصراتة . * مؤسسة براح ببنغازي . * كما تتطلع إدارة البيت إلى إثراء المكتبة بعدد من المراجع والمصادر * فعيل القرار الوزاري بشأن افتتاح إذاعة ثقافية تبث من البيت . هذا وقد أكدت الدكتورة نجاح بأن البيت الليبي للعلوم والثقافة يحرص على إقامة الندوات والحواريات والورش والمحاضرات والمعارض الفنية . كما أشارت الدكتورة نجاح إلى ضرورة الدعم للبيت من الجهات الحكومية ومن المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال وذلك من أجل النهوض بهذا المرفق الحضاري الذي هو واجهة ثقافية للمدينة وقبلة لكل المفكرين والمثقفين والأدباء. وفي ختام حديثها أشادت بدور الدكتور خالد الفرجاني مدير البيت الذي كان حريصا على أن يستمر هذا البيت بدوره المعهود منذ تأسيسه في العام 2012 بجهود عدة شخصيات وجهات حكومية واصبح مركز إشعاع للثقافة والأدب بالمدينة وليبيا بشكل عام .
■ استطلاع : عبد الرزاق يحيي
