(من داخل مركز أمراض وغسيل الكلى بالزنتان)
المركز يستقبل أكثر من ستين حالة من مختلف مناطق الجبل
الكلية في جسم الإنسان هي جهاز حيوي لا يمكن الاستغناء عنه أو استئصاله أو بتره فهي حسب علم وظائف الأعضاء فسيولوجيا تقوم بعملية مهمة جدا وهي تصفية الدم وتنقيته وفصل السوائل الزائدة والفضلات من اليوريا والسموم ودفعها عن طريق البول للتخلص منها إلا أن إصابة الكُلى ليس بالأمر الهين الذي له تداعياته التي تعكس صورة سلبية جدا على جسم الإنسان . وفي كل الأحوال تعطل عمل الكُلى يؤدي إلى الوفاة مالم يتم علاجها؛ أما الغسيل فهو استبدال لوظيفة الكُلى يتم وفق جلسات غسيل حسب الأطباء بحيث لا تقل كل جلسة عن أربع أو خمس ساعات بواقع ثلاث جلسات أسبوعيا وهذا الأمر يتطلب عناية ورعاية خاصة من حيث آلات الغسيل ونظافتها الدورية والمياه الخاصة والادوية اللازمة المصاحبة للغسيل و وقوف الفنيين والأكل الخاص والتعقيم المستمر وغيرها .. وحول هذا الموضوع توجهنا إلى مركز امراض وغسيل الكُلى بمدينة الزنتان للوقوف علي عمل وأداء هذا المركز؛ الذي يقدم خدماته لعدد كبير من سكان الجبل والمدن المجاورة . والاطلاع على الخدمات التي يقدمها والظروف التي يمر بها والاحتياجات التي تنقصه من حيث الدواء والماء وهيئة التمريض والدكاترة وحتي من حيث المقر والإمكانيات المتوفرة كانت لنا جوله داخل هذا المركز المتواضع وقمنا بلقاءات مع عدد من المسؤولين والمرضي والتي كانت بداية مع .. السيد عبد الفتاح عمر ادريزة . مدير مركز أمراض وغسيل الكُلى بالزنتان والذي قال .. بداية نرحب بكم ونشكركم على هذا الجهد والاهتمام ونشكر صحيفة الوقت علي المتابعة وأشكركم أستاذ خالد ولكم كل التوفيق .. هذا المركز تم افتتاحه بقرار مجلس الوزراء رقم (3) لسنة (2014) والذي يتعلق باستحداث مستشفيات ومراكز صحية ومن بينهم مركز أمراض وغسيل الكلي بالزنتان والمركز الآن والحمد لله يعمل بنظام ثلاثة ايام في الأسبوع صباح ومساء للغسيل وثلاثة أيام أخرى للتعقيم بالإضافة إلى استقبال الحالات الطارئة نتيجة الحوادث والحالات المستعجلة .. المركز يستقبل أكثر من ستين (60) حالة من مختلف مناطق الجبل ..
■ ماهي أهم العوائق التي تواجه سير العمل بالمركز؟
هناك عدة مشاكل وعوائق يمكن تلخيصها في الآتي :
1 – نقص إمدادات المياه لتشغيل محطات الغسيل .
2 – عدم وجود محطات للتحلية الأمر الذي أجبرنا على نقل صهاريج المياه من مسافة تبعد عن المركز بحوالي 17 كم بتكلفة مائة (100) دينار للصهريج الواحد بسعة عشرة آلاف (10000) لتر .. وهذا يتطلب الحاجة إلى ثلاثة صهاريج يوميا الأمر الذي يتطلب توفير أو استحداث مصدر للمياه أو محطة خاصة بالمركز او بئر .. وهذا يقلل من تكلفة المياه مع التنقية والتحلية أقل مما هي عليه الآن .
■ ماهي النواقص التي يعاني منها المركز من حيث الأدوية اللازمة والإمكانيات؟
هناك نقص في بعض الأدوية مثل دواء نوع ممبارة Mombara الذي يستعمل لمرضى الغسيل وللغدة الدرقية وهو غالي الثمن حيث يصعب عن المواطن شراؤه .. أيضا يفتقر المركز لسيارة إسعاف خاصة بالمركز .. حيث لا تتوفر أية سيارة للمركز بالرغم من المطالبات والمراسلات العديدة لوزارة الصحة أكثر من مرة ، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي .
■ ماهي الأقسام الموجودة بالمركز ؟
يوجد بالمركز قسم الصيدلية وقسم التحاليل الطبية و قسم الصيانة و قسم الشئون الطبية والشئون الإدارية والمالية والمخازن إلا أن هذه المخازن خارج المركز واستخدمت كمخازن إعارة فقط ولا تقع داخل نطاق المركز ونظرا للموقع الجغرافي الذي يتمتع به المركز من حيث نقاء الجو والتهوية والهدوء إلا أنه يحتاج إلى سياج كامل لدرء الخطر فهو يقع على حافة الجبل ومنحدر شاهق يحتاج إلى سياج للحماية من العوامل الطبيعية وايضا حماية لمرافق المركز وهذا المطلب نتمنى من ذوي الاختصاص المبادرة بإقامة سياج للمركز بأسرع وقت .
■ ماذا بخصوص العناصر الطبية والطبية المساعدة ؟
بكل أسف نعاني من نقص في العناصر الطبية والطبية المساعدة ومن يعملون في المركز البعض منهم يأتون من خارج المنطقة وهذا يترتب عليه الكثير من الجوانب السلبية .. الجانب الآخر النقص في العناصر الفنية الذين يقومون بالإشراف على الحالات أثناء الغسيل وتشغيل الآلات وغيرها من المهام الفنية فهم يعملون بعقود مالية متعثرة لايزالون يعانون من تسوية أوضاعهم المالية .. ومع ذلك يكابدون ويعملون .. أيضا ومن داخل المركز التقينا بالدكتور عصام عبد الجليل الحاج الذي حدثنا قائلا .. المركز كمبنى معد خصيصا كمستشفى وعليه يحتاج إلى شبكة مجارٍ خاصة لتصريف فضلات الغسيل والتخلص من الروائح الكريهة التي تنبعث منها والناتجة عن الدم والسموم التي تستخلصها آلات الغسيل ومن جهة أخرى
إن المياه المستعملة للآلات وللغسيل تتطلب تدفئة بدرجة حرارة معينة ضرورية والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يشكل خلل على سير العمل .. أما التهوية بالمركز غير جيدة ويجب تدارك ذلك خوفا من العدوى خاصة وأن موقع المركز من حيث الهواء النقي والهدوء يعد مكانا جيد جدا . زرنا قسم التحاليل الطبية بالمركز وقد أفادنا العاملون به بأنهم يعانون من نقص في بعض مواد تشغيل أجهزة التحاليل نظرا لكثرة الحالات .
■ ■ استطلاع: خالد محمد البدري