نجح المسيطرون على المشهد والمتشبثون بالسلطة والثروة والسلاح والحرية في كل تصرفاتهم وأهوائهم ، نجحوا في أن يسوقوا إلى أن مشروع المصالحة الوطنية أطلق لأجل المصالحة بين الشعب الليبي وكأن هذا الشعب يتقاتل فيما بينه في معارك تذهب بالأرواح وتضرب النسيج الاجتماعي، وهو أمر بعيد عن الواقع والحقيقة وحسب مفهومنا فإن المصالحة الوطنية هي الاعفاء عما سلف ولا يحاسب أحد عن توجهاته السياسية أو وظيفته السابقة مالم يكن قد ارتكب جرائم قتل ، أي أن المصالحة تعني لم الشمل حتى نعمل جميعا لأجل نهضة ورفعة الوطن ، لكن للأسف ها نحن في وضع مختلف وأصبحت المصالحة الوطنية مشروعا يلزمه ميزانية وقرارات ولجان ونثريات وسيارات حديثة وربما اجتماعات في الخارج ووسطاء أمميين أو عرب في محاولة هي أشبه بتغطية عن الشمس بالغربال فنحن في حاجة للمصالحة بين هذه الأجسام التي تشرعن نفسها وتختلف لأجل مصالحها؛ أما الشعب الليبي فهو متصالح ومتسامح وهو يتنقل بين الشمال والشرق والجنوب والوسط، ويتصاهر ويواسي بعضه في الأتراح ولا يعكر صفوه إلا هؤلاء الذين ينهبون خيراته ويستعرضون عليه عضلاتهم ويظهرون أنفسهم وطنيون إلى النخاع وهم بريئون من ذلك، وببساطة نحن كشعب نحب بعضنا ،ونتوق إلى اليوم الذي يصبح هذا البلد وقد تخلص من كل من يشده إلى الخلف ويعتقد أن الثروة وجدت لأجله هو فقط ولا تتحرك له أي مشاعر وهو يشاهد الشعب الليبي تعصف به أمواج عاتية الله وحده أعلم إلى أين سترمي به!
■ امحمد ابراهيم