مقالات

على ضفاف الوطن

الخروج من المصيدة !

قراءة التاريخ والتمعن في أحداثه وفهم تفاصيله وتحليلها وفرزها ، هي من تحدد الفوارق بين الإنسان الواعي ، والإنسان غير الواعي ، فالإنسان الواعي يستفيد من تجارب التاريخ ويأخذ الموعظة ممن سبقوه من أسافه و يستطيع أن يتجنب أخطاءهم فا يقع فيما وقعوا فيه ، باستخلاص العبر والدروس التي تنير له الطريق القويم الذي يسلكه ويحدد مساره ليصنع التاريخ ، أما الإنسان غير الواعي فهو يهتم فقط بسرد حوادث التاريخ ولا يعتني بالتحليل ولا التقييم ، وهو بذلك يقع في نفس الزلات والكوارث التي وقع فيها من سبقه ، ويكرر نفس الأخطاء التي قد تكون ساذجة ليكون أشبه بقطيع الفئران الذي يتم صيده بمصيدة واحدة ، لأن الفئران لا ترى المصيدة ولكنها ترى فقط قطعة الجن الموجودة داخل المصيدة ! للأسف هكذا نحن نتجاهل عن عمد أن جل نكساتنا والكثير من خيباتنا هي نتيجة مباشرة لجهلنا وغبائنا في قراءتنا لتاريخنا ! نحن نقرأ ما يشبع عواطفنا ويرضي غرورنا في الفخر والتباهي ولا نتعمق في دراسة وتمحيص بواطن الأحداث جيدا حتى ندرك من نكون و حقيقة ما نحن فيه ، وبما يشعرنا ، أننا ننتمي إلى امة لها تاريخ سبقت كل أمم الارض ثقافة وعلما وحكمة ، وأن كل تلك البطولات وروعتها التي سطرها أسافنا وتاهت في أتون الظام المرعب الذي أسدلته عليها هزائمنا المتتالية والمتكررة كانت نتيجة منطقية لضعفنا وجهلنا ، لذا يجب على أجيالنا الصاعدة أن تعرف وتتفهم قراءة التاريخ وتفهم معانية والغوص في أعماقه هو السبيل الوحيد والناجع لقطع الطريق أمام كل طامع ، وهو الحصن المتن كي لا تتكرر خيباتنا ولا نرى فقط إلا قطعة الجبن ونتعمد عدم رؤية المصيدة !

■ عون ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى