رغم النداءات والجهود الحثيثة والمطالبات التي لم تتوقف منذ أكثر من عشر سنوات … واجتماعات ولقاءات ومؤتمرات من أجل الصلح والتصالح وإرساء قاعدة حقيقية تبدأ من الانتخابات إلى اختبار الكفاءات الوطنية التي تقود المرحلة لتعبر بالبلاد إلى بر الأمان .. إلا أن حالنا أصبح يدعو إلى الشك وإلى الجهر بالكلام على ما يحدث من صراعات ومؤامرات ومكائد من الذين كان العشم فيهم بأنهم حريصون على هذه البلاد يعلمون ويتحدثون من أجل الإصلاح والإعمار وعدم السماح للتجاوزات ولا للفساد وأنهم يعلمون ويجاهرون من أجل أن تصبح ليبيا حرة وتتعزز السيادة ويرتقي شبابها وأهلها وخبراتها وتعبر كل العقبات والعثرات بالبناء والعمل الوطني الدؤوب وتكون له حكومة لها القول الفصل : في كل شيء شعارها ليبيا وحدة واحدة . إلا أن الأحداث المتلاحقة بين أطراف الصراع على السلطة والنفوذ أفرزت النوايا التي لا ترغب بأن تستقر البلاد وأن كل ما كان وكان هو من أجل المصالح والمنافع .. ولم يعد من يقول الوطن قبل الجيوب والبطون .. وأن التحشيدات المسلحة والقوة الضاربة والعتاد إلا على بعضنا بعضا .. حرب؛ قتل خطف؛ إقصاء؛ تهريب؛ فساد ذمم .. تدمير كل شيء كان له شأن .. قفل النفط؛ قفل الطرق .. هذا ما أبدع فيه المتصدرون للمشهد الذين استقووا بالسلاح وليس فيهم من يريد أن يجنح للسلام والجلوس جميعاً إخوة في وطن يجمع الكل. حكّموا العقول وأجيبوا على ماوصلنا إليه من الذين وكّلنا لهم شؤون البلاد. المجلس الأعلى منقسم؛ المجلس الرئاسي (الفم في المخلاء والعين في النادر) مجلس النواب؛ لا أريكم إلا ما أرى . المجلس الأعلى للدولة؛ دار النجار بلا باب .. حكومة الشرق أنا ومن بعدى والطوفان ، حكومة الغرب .. نحن الشرعيين ؛ المصرف المركزى مثل (خبزة الشرك) رؤساء الكتائب (رومي والا نكسر قرنك) الأحزاب .. الكل في واٍد يهيمون .. القبائل عزومات وموائد وزبونات راقية (وين عينك وين عين صاحبك) المسؤولون والوزراء والوكلاء والمديرون (مع الواقف) المحللون السياسيون وما أكثرهم .. من يدفع أكثر .. والشعب الرعية؛ اشتدي أزمة تنفرجي ! وأصبح مثل الغنم التي بدون راعٍ .. والذئاب من كل مكان (ولاحزاز ولا إمحامى) وليبيا .. بقرة حلوب وأصبحت مثل (طنجرة الزردة) الكل (يغمس) فهل بهذا الحال لنا القدرة أن تكون لنا دولة ونريد الإصلاح والاستقرار والنظام وندعو إلى جيش واحد وشرطة واحدة ورئيس واحد وانتخابات … وتكون قلوبنا وأفكارنا وتوجهاتنا لبناء دولتنا التي قدمنا من أجلها الغالي والنفيس وآلاف الشهداء الشباب كان أملهم وطموحاتهم أن يعيشوا سعداء مرفهين في دولة لها سيادة وإمكانيات وإجازات تضاهي وتفوق دولة كانت خلفنا وأصبحت أمامنا ونحن لازلنا نتصارع ونقاتل بعضنا بعضا (لا رقدنا ولا جانا النوم) وظلت أحلامنا سراباً أحتسبناه ماءً .. لنروي به عطش سنين عجاف وأيام عصيبة . فهل بلادنا التي اكتوت بنار الاستعمار والنفي لأجدادنا في الجزر الإيطالية ومات نصفهم في المعتقلات وشرد من بقي منهم في دول الجوار ومات من أجل الاستقرار الآلاف من الشباب . فكيف تستحق منا كل هذه المناكفات وكل هذه الفوضى وكل هذا الإهمال للحدود البرية والبحرية التي أصبحت تجارة وحقاً مكتسباً للمهربين وتجار الأزمات .. ثرواتنا أهدرت ونفطنا في أرضنا سلمناه للأعداء والمهربين . ضيعنا شبابنا واستقوينا بمن كانوا أعداءً لنا وناصبنا لبعضنا العداء وكل يوم ونحن في شأن . والأيام تمضي والسنون تمر والتاريخ لا يرحم فإذا سلمنا في بلادنا وثرواتنا وشبابنا فلا أحد يعطينا وطناً ولا يرحمنا ولا نجد شباباً يدافع عن هذا الوطن أو آخرين يدافعون عنا . تعالوا إلى كلمة سواء والتقوا على طاولة الحوار فهذه البلاد كلنا مشتركون فيها وهى لنا وإن جارت علينا تبقى عزيزة وأهلنا وشبابنا وقبائلنا ومدننا وإن ضنوا على بعضهم البعض فهم سيلتقون من أجل ليبيا وصلاحها، واليوم أفضل من غد لأنه لا أحد يعرف القادم كيف ؛ فتعالوا من (قصيرها) كما يقول المثل . حفظ الله ليبيا . وأصلح حالها
■ عبد الله خويلد