يشكل التعليم الأساس الأول لبناء وتطوير الدول لتحقيق التنمية المستدامة و الازدهار الشامل نحو البناء والتطور.مؤخرا أصبحت الصين تمتلك عددًا من الجامعات المصنفة ضمن أفضل الجامعات عالميًا، مثل جامعة تسينغهوا وجامعة بكين، هذه الجامعات تلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج البحث العلمي وجذب الطلاب من مختلف البلدان، مما جعلها تنافس الدول المتقدمة و تجذب الطلاب والباحثين من جميع أنحاء العالم.يرجع ذلك لاعتماد الحكومة الصينية على تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات في التعليم، مما ساهم في تحسين جودته وتوفير بيئة تعليمية متطورة للدراسة و البحث في مختلف التخصصات و رفع مهارات الطلاب الحياتية و القيادية التي تؤهلهم لمواجهة تحديات العصر الحديث، من خلال الجهود المبذولة . تظهر ريادة الصين في مجال التعليم وتقدمها المستمر في تحسين جودته وتطوير منظومتها التعليمية، نتيجة للتخطيط الاستراتيجي منذ عقود طويلة بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وتخصص نسبة كبيرة من ميزانيتها لتطوير قطاع التعليم في جميع مراحله، بدءًا من التعليم الأساسي وصولاً إلى التعليم العالي، هذا الاستثمار يشمل البنية التحتية، التكنولوجيا، والتدريب المستمر للمعلمين على مختلف المستويات، إلى جانب تطوير المناهج الدراسية والتركز على تحسين جودتها خاصة في مجالات العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، و الرياضيات، والابتكار والتكنولوجيا، وتوفر الجامعات للطلاب والمراكز البحثية. كما يُعدّ التعليم قيمة اجتماعية كبيرة في الثقافة الصينية، و يعتبر التفوق الأكاديمي وسيلة للارتقاء الاجتماعي و الاقتصادي، لذلك تعتبر الصين واحدة من بين الدول الأكثر تطوراً وتفضيلاً على مستوى العالم . عليه يمكننا استيفاء الاستفادة من تجربة التعليم الصيني في ليبيا، ويجب على مخططي ومسؤولي التعليم التركيز على علم الرياضيات وبقية العلوم الأخرى و تحفيز الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار و الاعتماد على التكنولوجيا من خلال تطبيق أفضل الممارسات لتعزيز تجربة التعليم الليبي وتطوير مهارات العمل الجماعي والقيادة وبناء القدرات القيادية لدى الطلاب الليبيين .
■ الدكتور : عابدين الشريف