مقالات

زوايا عكسية

■ ■ لم يعد في قاموس كرة القدم الحديثة حيز ولو ضيق لتبرير فشل أي منتخب يلعب على أرضه سواء بالخسارة أو بالتعادل وكلاهما سيان، سيما وإن كان المنافس ليس في حجم نيجيريا أو الكاميرون ومن على نحوهما . أما عندما يصل الأمر بأن نظل نخسر أو نتعادل مع منافسن أقل تصنيفاً ومستوى من منتخبنا ومنهم من ليس لديه ملعبا معتمدا فهذا يعني أننا غير آبهن ونهرب للأمام ونتعمد غض الطرف عن أساس المشكلة برمتها !
■ ■ عجز منتخبنا الوطني لكرة القدم عن الفوز في مباراته الأخيرة وتعادله المخيب مع رواندا في ملعبه وبن جماهيره وإن كانت أعدادها قليلة، يؤكد حقيقة واحدة وهي أن الفوز لدينا بات طفرة أو استثناء ليس إلا، أما الخسارة والتعادل على أقصى تقدير فقد أصبحا عادة مستساغة ستبقى ملازمة لنا حتى ندرك أن الفشل ليس عدم النجاح بل هو جهل أسباب عدم النجاح .■ ■ الصربي ميتشو كثير الكلام وهناك من وصفه بأنه يبيع الأوهام، فهو يستدر العواطف ودائم الحديث عن التمنيات والطموحات وأحلام اليقظة، وفي أغلب تصريحاته يكرر مصطلحات نعمل نتطلع نسعى نأمل وهكذا دواليك، والأكثر من ذلك أنه في ليلة التجديد معه بفندق الهيلتون بإيطاليا رفع السقف عاليا وقال إنه يطمح حتى لبلوغ النهائيات المونديالية في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك .
■ ■ بصرف النظر عن نتيجة مباراة اليوم أمام بنن ولا رواندا قبلها، فإن ما يثير
القلق والريبة معا هو أن يصل الأمر بنا إلى حد اللامبالاة والاكتفاء بالتهكم فقط. الفشل ليس مشكلة في حد ذاتها لكن تكرار القيام بنفس الخطوات وبذات الآلية وانتظار نتائج مغايرة هو مضيعة للوقت والجهد والمال وهو أيضا ما وصفه ألبرت أينشتاين بالغباء وعدم الحصافة .

■ فاتح حبلوص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى