مقالات

وقت إضافي

سؤال المرحلة

(ما الذي ينبغي أن نفعله كليبيين كي تعود بلادنا لنا، وتستعيد عافيتها؟!) سؤال المرحلة الحائر الذي ينبغي طرحه والوقوف عنده طويلا من قبل الغيورين على هذا الوطن والمحبين والمهتمين بشؤونه وأوضاعه التي نراها تزداد تعقيدا ورداءة كل يوم وتبتعد بنا عن الأمل في بناء وطن مستقر وآمن ومتطلع لغد أبهى يعكس حجم الثروات الوطنية البشرية والمادية التي حبانا الله بها من جهة، ومن جهة أخرى يتفق ومطامح ستة مليون ليبي في بناء دولة حديثة قوية ومنيعة تحفظ لأبنائها العيش الكريم فوق أرضهم وتحت سمائهم ،دون منغصات أو قلاقل وقلق على المستقبل . لم يعد خاف على أحد حجم ما وصلت إليه بلادنا من أوضاع تزداد سوءا كل يوم ،خاصة في ظل غياب أية رؤى وطنية رسمية أو خطط وبرامج جادة تهدف إلى التخفيف من وطأة واقع البد المحزن الذي الم يعد يرضي أحدا ،الواقع الذي كرسته صراعات داخلية وخارجية على السلطة والنفوذ والثروات، هذه الصراعات التي وإن استبعدت السلاح في العلن إلا أن أدواتها في االخفاء تعد أكثر ضراوة وشراسة حسابات تصفى على حساب الوطن ومواطنيه؛ ذمم تباع وتشترى بأرخص الأثمان؛ مساومات على ثوابت ومسلمات الوطن ؛ استغلال خارجي مقنن لحالة الانقسام الداخلي؛ إهدار للثروات البشرية والمادية؛ تكديس الأسلحة وتجنيد المقاتلين الشباب؛ استحداث متواصل للتكتت او الأجسام العسكرية والأمنية تحت مسميات عديدة؛ تغول الفساد وانتشاره بكل مفاصل وهياكل الدولة؛ وغير ذلك الكثير والكثير وكل ذلك يضاعف ويزيد من تعاسة المواطن الليبي البسيط المرهق الذي لا حلم له غير أن يرى بلاده تستعيد عافيتها وتنفض اعنها غبار سنين العتمة والضياع، وتعاود السير على درب البناء والتخلص رويدا من كل شوائب ومنغصات هذه المرحلة الوطنية الصعبة،لن تفيدنا سياسة النعام، ولن تفيد وطننا هذه السلبية المقيتة التي استفحلت وحولتنا من مواطنين إلى متساكنين في هذه البلاد، وشتان ما بين المواطن والمتساكن، المواطن هو ابن الوطن جسدا وروحا ووجدانا، أما الساكن فقد يكون عابرا للبلاد أو مقيما لغرض ما، تنتهي علاقته بها بانتهاء الغرض . هروبنا من الاعتراف بواقع بلادنا المتردي وإغماض أعيننا عنه لن يخدم بلادنا لاحاضرا ولا مستقبلا لاخيار لدينا إلا مواجهة الواقع بما يحمله من متناقضات وقراءته كما هو مجرد من أكاذيب الساسة وأوهامهم المزيفة ومحاولاتهم إقناعنا بأن بلادنا بخير وبأننا نسير في الاتجاه الصحيح .

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى