مقالات

كلام على كلام

الاستعمار الجديد

أعلنت عدد من دول الاتحاد الأوروبي وبأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية عزمها تحويل إيرادات الاصول الروسية في دول الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا في إطار دعم اوروبا وأميركا لاوكرنيا في حربها مع روسيا .. وتأتي هذه الخطوة في انتهاك صارخ وغير مسبوق لقواعد القانون الدولي الذي طالما اتخذتها أميركا وأوروبا ذريعة للتدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى .. لكن في واقع الحال ليست هذه هي المرة الأولى أو الأخيرة التي تقوم فيها هذه الدول بالاستحواذ على مقدرات الدول والشعوب النامية خاصة تلك التي لا تدور في فلكها أو تلك التي عملت على زعزعة الأمن والاستقرار فيها .. فقد سبق وأن سرقت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية أموال ومقدرات الشعب العراقي عندما تعرضت العراق للغزو من قبل قوات التحالف الغربي بقيادة أميركا وتسابقت الدول الغربية إلى الاستيلاء على الأموال العراقية المجمدة في البنوك الأوروبية تحت دريعة( النفط مقابل الغذاء) وإعادة الإعمار ودفع تكاليف العمليات العسكرية في العراق ! وقامت الدول الغربية أيضا بقيادة أميركا بتكرار الشيء ذاته عندما تدخلت عسكريا بشكل مباشر في ليبيا وقامت بالسطو على الأرصدة الليبية الثابتة والمنقولة الموجودة في عدد من بنوك الدول الأوروبية والأمريكية حيث لا تزال ليبيا تتعرض لأكبر عملية نهب في التاريخ بحجة وضع البد تحت البند االسابع من ميثاق الأمم المتحدة في عام 2011 وحتى اليوم .. فالغرب والولايات المتحدة الأمريكية ليسوا باستطاعتهم التخلي عن النزعة الاستعمارية الشريرة ونهبهم لمقدرات الشعوب النامية مهما تقدموا وتحضروا؛ بل التاريخ يؤكد أن كل ما تعيشه أوروبا وأميركا من حياة ترف ورفاهية اقتصادية ؛ إنما هو نتيجة النهب المنظم والاستعمار الخفي والممنهج لتروات وطاقات شعوب الدول النامية، وأن قواعد القانون الدولي والشعارات الرنانة الأخرى إنما هي قناع مزيف يخفي وراءه الوجه البشع للاستعمار الجديد المبني على قواعد قديمة متجددة ظاهرها تحضر وباطنها سرقة واستعمار ونهب، وصدق من قال ( اللي يجي من الغرب ما يفرح القلب) .

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى