أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن يصبح حال الليبيين هكذا أجسام مهترئة تتصارع لسبب وبدون سبب هذا يشيطن الآخر والآخر يخون غيره والكل يسير في فلك الفوضى الذي ضحيته الشعب الليبي الذي لم يعد يعرف ما يجري بعد أن تضاربت الأقوال وتضاعفت الأفعال في مشهد يخيل إلينا في بعض الأحيان أنه درامي وفي أخرى خياني ولا ندري في الثالثة كيف سيكون! . إن الوصول إلى السيطرة وليس المساس فقط بقوت الليبيين أمر خطير للغاية وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من تدخل الأطراف الخارجية في الشأن الليبي بما ينذر بالوصول إلى مرحلة لا تحمد عقباها يدخل فيها الشعب الليبي في نفق آخر أكثر ظلمة بعد أن أصبح هذا الشعب محصورا بين مطرقة وسندان المتخاصمين لأجل تحقيق مصالحهم على حساب الشعب بل باسمه بعد أن صدروا لنا وهم الديمقراطية. إن واقع الحال يؤكد إن المراحل الانتقالية هي مراحل انتقامية تزيد من عمر المسيطرين على المشهد وتضاعف من معاناة الشعب ويبدو أن الأمور ستزداد سوءا إلى حين يقول الشعب كلمته والتي يجب أن تكون قولا وعملا ما عدا ذلك فإننا سنظل في نفس الدوامة .
■ امحمد ابراهيم