مقالات

عزف منفرد

أمام المرآة

كما أن هناك خلايا إرهابية نائمة ، هناك أيضاً قضايا مهمة نائمة، قضايا بحاجة إلى الاستدعاء ومحاولة الفهم وطرح العلاج المناسب ، قضايا تستحق التوقف عندها والتأمل فيها ومعرفة أسبابها وقبل هذا وذاك البحث عن العج المناسب لها والدواء الذي ا يمكنه أن يوقف سريانها ويحد من توغلها ويجمد تمددها داخلنا أولاً وفي مجتمعنا ثانياً وبن مسؤولينا ثالثاً. قضايا مثل السلبية في حياتنا اليومية، والتكاسل في العمل، وغياب الحرص على الممتلكات العامة، وغيرها من القضايا التي لا تجد من يخرجها من أدراج النسيان إلى الواقع المعُاش، ويطرح سبل علاجها ووسائل تقويمها. قضايا تكشف بوضوح أننا السبب الأول في كل المختنقات التي نعيشها والمشاكل المزمنة التي نعاني منها، حيث تتجلى الفردية في سلوكنا وتتضح اللامبالاة في تعاملاتنا وتتكرس السلبية في تصرفاتنا إلى درجة صرنا نشعر فيها بأن العالم كله يتقدم حولنا ويتحسن أداؤه الفردي والجمعي بإضطراد بينما نراوح نحن في مكاننا ولا نبرحه هذا إذا لم نتراجع إلى الوراء خطوات إضافية. المشكلة الحقيقية هي أننا نعرف داءنا ونحس بعلتنا ونشعر بآثارها ونتلمس تداعياتها لكننا لا نحرك ساكناً في مواجهتها ولا نعمل للتخلص منها ولا نقوم بأي عمل لمقاومتها والتغلب عليها . كل ما نفعله هو تعليق أخطائنا على مشجب غيرنا، وإتهام الآخرين بالتآمر علينا واعتبارهم السبب الأول فيما جرى لنا والمعرقل المباشر لنجاحنا وتقدمنا، بينما يؤكد الواقع بأننا (نعيب زماننا والعيب فينا) وأننا نغض الطرف عن حقائق ماثلة أمامنا ووقائع قائمة لا تخفى على أحد إلا من أراد أن يتعامى عما يحيط به ويتجاهل كل ما حوله. الأمر ليس في حاجة إلى أدلة كي نثبته ولا إلى حجج لنؤكد حقيقته، فالأمر بنّ لا يخفى على أحد والخلل واضح أمام الجميع . وقبل نحو ألف عام قال المتنبي: وليس ينفع في الإفهام شيء … إذا احتاج النهار إلى دليل. وقال الله سبحانه وتعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى