من كل الدراسات المتعمقة ونتائجها حول الإعلام وتأثيراته المتباينة سلبا وإيجابا، أيقنت أن مسألة التشكيك والتخوين والمواربة من أهم ركائز الإعلام المغرض الهدام، الإعلام الذي يتغذى على إثارة الأسئلة والمغالطات حول قيم المجتمع وثقافته مستفيدا من قوة تأثيره لخلق حالة من الشك في تلك القيم والعادات والثقافة الوطنية، ولا يقتصر التشكيك حول تلك القيم فقط؛ بل يحول مواطن قوة المجتمع وفخره إلى ضعف ووهن . ليبيا سوريا العراق ودول وعوالم أخرى مثلنا ومن حولنا تعيش وقع ذلك دون مقاومة . إعلام يعيد تشكيل معارفنا وإدراكنا وذاكرتنا وحتى عواطفنا دون وعينا ووفق أيدولوجيات أخرى، هل هو إعلام يحمل رؤى مصبوغة على اختلاط الثقافات التي تحدث عنه سقراط في منظور المجتمع الحديث وبالتالي علينا ألا نجزع ونترك الأمور تجري في أعنتها أم أنها فوضى البيئة الافتراضية ونسق طبيعي لمفردات الحياة ؟! تبدو صدقية كثير من الفلاسفة هي الأرجح عندما أطلقوا على فن الإعلام فن الكذب بعد أن وصل بنا إلى ظاهرة الإعلام الطليق والفوضوي التي لم يسبق لها مثيل . كما تبدو أيضا قضية المصداقية والحيادية والحقيقة وهم وليست من ضمن نواميس الإعلام بالمطلق، كما زعم ” هربرت شيللر ” في كتابه الشهير المتلاعبون بالعقول، قبل أزيد من أربعين عامُا .
■ الدكتور : عادل المزوغي