حافلات السهم .. والدور المفقودا
المواطن عندما شاهد حافلات السهم كشركة خاصة شعر أول مرة بالفخر من فخامة انتقائها وشكلها المميز الحديث وعددها الكبير تتسع لستين شخصا وهي مكيفة ومريحة تماما فتنفس الصعداء وأعلن في قرارة نفسه التخلص من القبور الجماعية والتي تسمى أفيكو والتي غير معلوم اتجاهها إلا بالإشارة وسعة عدد ركابها محدود جداً ويحشر فيها المواطن حشرا ولا يستريح في كراسيها الصغيرة وغير المريحة تماما، ويضطر لسماع أغاني هابطة ويعاني من تكرار توقفها المفاجئ وغالبا لا يتاح له الحصول على كرسي فيبقى واقفا طيلة الرحلة يتمايل يمنة ويسرى حتى يتخلص منها بالنزول في أقرب محطة تمكنه من أعماله .. اليوم كما هلال العيد تطل واحدة منها أحيانا ودون تحديد وقت خاص وكأنها سيارة أجرة صغيرة )تاكسي( تظهر أحيانا وتختفي أحيانا وهي مغطاة بالكاد بإعلانات مختلفة ولا يتوفر لها محطات وأوقات ثابتة كما في البلاد الأخرى والتي تتوفر بها كل أنواع المواصلات من قطارات وميترو وغير ذلك .. تعودنا في عهد الملكية على حافلات النسر كذلك شركة خاصة ولكن تتواجد كل ربع ساعة أو نصف ساعة ومدون عليها الطريق التي تسلكه وكانت إدارتها ناجحة تماما في تسيير أعمالها واحترام المواطن والتواجد في الزمان والمكان المحددين.اليوم نلاحظ توقف عدد كبير من هذه الحافلات بمقرها لسبب غير معلوم هل لقلة السائقين أو عطل بعضها أو أسباب عدم مشاركتها في هذه المهمة الوطنية المطلوبة لتقديم الخدمة وتخفيف أعباء المواطن الذي يعاني من عدم اقتناء مركبات لغلاء أسعارها حيث تتراوح من خمسين ألف حتى مائة وأكثر وأما المستعمل فأغلب السيارات تتطلب صيانة مستمرة مما يرهق كاهل المواطن خاصة الفقير ،اليوم كذلك لدينا ما يربو على الملايين من الأجانب العاملين والمهاجرين وغيرهم لا تتوفر لهم مركبات خاصة ويضطرون للسير عشرات الكيلومترات راجلين .. طالما لا تتقيد الحافلات في شخص سائقيها في أوقات محددة كل ربع ساعة تقريبا ويحدد خط سيرها لن تنجح هذه الشركة في الحفاظ على مستوى جيد لتقيم خدمة توصيل المواطن كما ينبغي وقد يترتب على ذلك فشل مريع أو تظهر شركة جديدة منافسة لها على الأمد القريب .. نظرا لقلة الدخل المتوفر بسبب عدم تكثيف تواجد الحافلات في المحطات لتوصيل المواطنين لجأت الشركة أخيرا إلى عملية القبول بلصق إعلانات عن المنتجات الغذائية وغيرها حتى تغير شكلها الأساسي من حافلة ركوبة لسيارة توصيل وجبات غذائية بالكامل . حافلات السهم تتصرف كأنها سيارة اجرة تتواجد وقت تحب وتختفي وقتما يحب المواطن تواجدها ويتمناه ولا نعرف هل السبب في إدارة الحافلات أو في السائقين أنفسهم أو عطل السيارات والتي تعد جديدة ولم تدخل معترك الحياة بعد ؛ كان الله في عون المواطن الذي لم ينعم بخدماتها كما يجب ومالك هذه الشركة في خسارة توقفها دون إعادة المردود الكافي للشركة إن كان تأسيسها لتقديم الخدمة المواصلة للمواطن فحسب .
■ محمد بن زيتون