الرئيسية

باختصار

عندما يغيب العقل تكثر المساوي !

في كل نظام الدول ترتيبات وأدوات ووزارات و مؤسسات وشركات لها القول والفعل في إدارة شؤونها .. وفق دستور وقانون لا تدخلات ولا إملاءات . رئيس وحكومة ؛ من صلح وأفلح يجدد البقاء يرغبه الشعب ، ومن يثبت الفشل أو التهاون فالقانون والإقالة .. ويذهب في حال سبيله .. لا كتيبة تحميه ولا قبيلة تدافع عنه وتتمسك به ولا هو يستطيع أن يواجه القانون ولا يفرض نفسه خلافاً لرغبة من أقالوه ولو كانوا متمسكين به . ولكن حالنا لا يبشر بخير لأن مفاتيح العمل والرأي السديد لم يكن من جانب واحد .. ولا ثوابت متفق عليها منظمة بدستور أو حتى قانون؛ بل متنوعة ومزاجية .. لأن الرياس كثيرون في كل شارع وفي كل مرفق ولهم القول الفصل؛ الكل يحكم والكل يطالب والكل لهم رأي حتى ضاعت الأمور بين الأمزجة المتعددة والأهواء المتعطشة للسلطة والقوة التي لا يمكن أن تستقر على رأي ولا تصل إلى حلول لأنها لا تريد الحلول ولا ترى إلا ماتراه لمصالحها وهذا التعنت لا تستقر الأمور به ولا يمكن أن تبنى دولة ولا تؤسس حتى رصف شارع أو فتح دكان .. وهو ما برهن وأثبت أن من تصدروا المشهد هم اليوم قادة تأجيج صراع ضيع البلاد بالكامل وأصبحت حلبة صراع بين من يفتح ويقفل أبواب رزق هذا الشعب الذي تم العبث بقوته وأمواله وكيانه ونسيجه الاجتماعي .. حتى أنتج أجساما لا تريد أن تجنح للسلم وظهرت جماعات وأفرادا قلوبهم مليئة بالحقد والكره والانتقام من بعضهم البعض ، ومن كافة الشعب الذي أصابته الهزيمة وأسكتته لوعات الخطف والاقصاء والنفي وحتى القتل ، فلا يمكن أن تكون دولة في وجود قاتل ومقتول وعداء مستشر بين المسؤولين، وأزكمت منه الأنوف حتى وصل إلى المدن والقرى والقبائل التي هي الأخرى غاب حسها وسكت صوتها عندما تولوا أمرها جماعات مسلحة لاتريد إلا ما تراه أمزجتهم ؛ امتلكوا السلطة والسلاح ويقاتلون من أجل المال والثراء .. وقد ناله البعض منهم الذين أصبحوا لا ينظرون لأحد؛ أما الرعية فما عليهم إلا الطاعة والقبول بما يفرض عليهم، وهاهي الأزمات تتجدد بالصراع هذه المرة ؛ على المصرف المركزي آخر أمل الليبيين .. ومن بعده حقول النفط ستقفل عاجلاً أم أجلاً .. ولا تنتظرون من مسؤول لا يعلم من مدبرات الحياة شيئاً إلا ما هو يراه ولغايته .. تضيع البلاد؛ يوقف النفط ؛ تغلق المياه ؛ تدمر الطرق ؛ يدخل الاستعمار .. تتهجر الناس ؛ يموت الشباب تتوقف الدراسة .. ينعدم العلاج .. تتعطل المصالح .. كل هذا من أجل أن يحكم أفراد ذاقوا «الفلوس» وتنعموا وأثروا على حساب الشعب وبقوته ومصيره . التجؤوا إلى الله فلا تنتظروا من تكالبوا على السلطة من أجل المال والمناصب والمكاسب شيئاً .

■ عبد الله خويلد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى