مقالات

أما بعد

أفعى رقطاء في كلية الإعلام بقرجي!

نخبة متميزة من أساتذة الفنون والاعلام من الشقيقتين العراق وسوريا مروا مرور المبدعين على تاريخ كلية الفنون والاعلام أيام كانت تحتل مبنى قرجي في العاصمة وقد تركوا بصمات اكاديمية مميزة للغاية في اقسام كثيرة وفي شعب كثيرة وكان في مقدمتهم الدكتور الفاضل علي ناصر أستاذ التصوير والدكتور يحي عبدالرازق والدكتورة نيران من العراق والدكتور السينارست الكبير السوري محمد مرعي رحمة الله عليه وأسماء أخرى متميزة لا تحضرني الساعة من بين الذين غابوا عن ذهني أستاذ كبير كان بصدد مناقشة مشروع تخرج لطالب في السنة الأخيرة في شعبة الدراما وكان مشروع التخرج لنيل درجة البكالوريس في الفنون المرئية في شق الدراما وهو عبارة عن فيلم درامي قصير وقد انتقد الدكتور المناقش الطالب بسبب مشهد ظهرت فيه حية رقطاء مشددا على ضرورة الا تتضمن مشاريع التخرج الدرامية لقطات او مشاهد من أرشيف التلفزيونات وان تكون كل المواد وكل المفردات من تصوير الطالب نفسه وحاول الطالب اقناع الدكتور بان كل اللقطات مصورة من قبله دون جدوى قبل ان يقوم بإخراج بطلة العمل المتمثلة في الافعى من شكارة كان يحتفظ بها وقام بوضع الحية على الطاولة امام الدكتور ليتأكد من كونها نفس الافعى اصيلة سوق الحوت بطرابلس والتي ظهرت في مشروعه الدرامي وسط ذهول الحاضرين .. ولابد ان لون الدكتور قد امتقع بسبب هذه الحركة الخطيرة رغم ان انياب الافعى مقتلعة وانها عاجزة عن العض واللدغ .. كان الموقف طريفا وكانت المشاريع او بعضها على الأقل مشاريعا متميزة وتقام في أجواء احتفالية رائعة ويظل الطلاب شهورا في الاعداد لها وفي تنفيذها قبل عرس عرضها وقبل ان ينخرها سوس الرزالة والعنف والهبل الذي افقدها قيمتها والذي أدى الى الغاء العلنية فيها من خلال صب الزيت المحروق على الخريج وضربه وربطه وتعذيبه والقاء الاتربة عليه وتحويل المكان الى مشهد بائس صورة واصواتا وتفجيرات وهي المشاهد التي كثيرا ما تحولت من فرح غامر الى ندم شديد وخسائر جمة تتعلق بالذوق وبالصحة وبسلامة الاطراف وكثيرا ما انتهى المقام السفيه عند العيادات وفي غرف العناية المشددة .. مشاريع التخرج في الحياة الجامعية فصل هام وينبغي الاهتمام به فهي اول خطوة نحو الحياة المهنية العملية بعد سنين التنظير وهي البوتقة التي يصب فيها الخريج كل ما تلقاه من علوم ومعارف فنية وإعلامية وطبية وهندسية وإنسانية واجتماعية للعرض والتقييم والتحكيم والتعديل .. واضاعة هذا الركن الاكاديمي مشكل تعليمي خطير لا ينبغي السماح به مهما كانت العقبات والعراقيل والتحديات والامراض النفسية أيضا .

■ عبدالله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى