في دول العالم المتقدم لا أحد من عامة الناس يعرف حتى اسم محافظ البنك المركزي أو يهمه أن يتعرف عليه ويرتبط بعلاقة معه وربما لا يعرفون حتى أين يقع مكانه داخل البد و بالكاد يعرفون اسم رئيس ا الدولة أو الحكومة، فمحافظ البنك المركزي لا علاقة مباشرة له بالمواطن فهو يضع سياسات نقدية ويشرف على تنفيذها ويراقب أداء وعمل البنوك الفرعية الأخرى .. فما حاجة للمواطن باسمه أو صورته ؟!. أما بالنسبة لنا نحن في هذا البلد فالأمر مختلف تماما والمقارنة بين ما يجري هنا وما هو معمول به في الدول الأخرى مضيعة للوقت وإرهاق للفكر !. فلدينا كلا يغني على ليه يسافر محافظ البنك المركزي في مهام ا رسمية ويعقد اجتماعات واتفاقيات ويصرف الأموال ويطبعها دون علم رئيس الحكومة أو حتى رئيس الدولة إن وجد وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المؤسسات الأخرى .. فما علاقة عميد بلدية مث بسفير دولة عربية أو ا أجنبية حتى يزوره ويعقد معه اجتماعات دون علم حتى وزارة الخارجية ؟!لكن الفوضى التي اجتاحت البد منذ 13 عاما ا جعلت كل شيء ممكن والعمل وفق النظم القانونية واللوائح والبرتوكولات نوع من النشاز .. كيف لا وقد كان الشعار منذ البداية (إسقاط النظام) ؟!. وما نراه اليوم من احتدام الصراع على مؤسسات الدولة ألسيادية والتي من بينها (المصرف المركزي) إنما هو نتيجة طبيعية لسقوط النظام وانتشار الفوضى وعندما تصبح شريعة الغاب هي المرجعية لفض أي نزاع فهذا يعني فتح كل الأبواب على مصارعها أمام التدخت الأجنبية وهو ما نراه واقعا ملموسا في ا قضية إقالة (الصديق الكبير محافظ البنك المركزي) اليوم حيث صارت كل السياسات المالية والنقدية للبد ا رهينة في أيدي دول أجنبية تتحكم بها وتوجهها كيفما تشاء وكذلك الأمر حتى بالنسبة للأطراف الداخلية المتصارعة والتي تعاني انقسامات هي الأخرى بداخلها بين مؤيد ومعارض؛ ما جعل البد ساحة مفتوحة ا للصراع بين قوى دولية و إقليمية وقد تطور الأمر إلى درجة تقسيمها إلى مناطق نفوذ بين القوى الدولية المتصارعة وسوف يتطور الأمر إلى حد أننا نصبح فيه غرباء في وطننا إذا لم تتول قوى وطنية زمام الأمور في البد تضع نصب أعينها مصلحة الوطن فوق كل ااعتبار .
■ عبدالله سعد راشد