مقالات

عزف منفرد

في وقت الممكن

ليس عيبا أن يخطئ المرء ولكن العيب أن يستمر في خطئه، فنحن كثيراً ما نتعلم من الأخطاء أكثر من استفادتنا من التصرفات السليمة، لأن الأخطاء تكشف نقاط ضعفنا التي لابد أن نتعامل معها للتغلب عليها . المهم هو مراجعة النفس للتعرف على أسباب الوقوع في الخطأ وسوء التصرف لنكون قادرين على معالجتهما، ونتأكد من أننا لسنا أول ولا آخر من يخطئ او يسيء التصرف لأنهما من الصفات البشرية التي لا يخلو منها إنسان مهما ادعى العلم والحكمة .. وفي الأثر الإسمي نستذكر المقولة الشهيرة (الناس خطاؤون وخير الخطائن التوابون) بمعنى أنه لا أحد منا منزه عن الخطأ أو بعيد عن الهفوات لكن الشجاعة الحقيقية تكمن في الاعتراف بالخطأ والسعي لإصلاحه والابتعاد عن أسبابه وعدم تكراره، وهذا الاعتراف لا يدل على ضعف ولا يشير إلى نقيصة؛ بل على العكس يكشف في كثير من الأحيان عن قوة شخصية واعتداد بالنفس وتعامل متوازن مع الواقع الذي لا ينبغي أن ينكره أحد أو يتهرب منه إنسان . المؤسف حقاً وما يحز في النفس، اننا في العالم العربي عامة (حكومات وشعوب) لا نعترف في العديد من المواقف بأخطائنا فض عن أن نقدم الاعتذار لمن أسأنا إليهم او أخطأنا في حقهم، فما أكثر الإساءات والتجاوزات وما أقل الاعتذارات، لأن تربيتنا وثقافتنا تعتبر الاعتذار هزيمة أو ضعفا وقاموسنا الاجتماعي يرى في ذلك انتقاصا للشخصية والمقام. . نحن العرب أبرع من يقدم الأعذار بدل الاعتذار وكثيرا ما نلقي باللوم على الظروف والمستجدات أو على الآخرين ونتهمهم بأنهم السبب في كل ما جرى من فشل وإحباط، وإذا لم نجد آخرين نلقي عليهم باللوم ونرميهم بالتهمة فإننا نبحث عن أية شماعة أخرى نعلق عليها أخطاءنا بشرط أن لا تكون شماعتنا .. كثيرون هم الذين انضموا لتيارت وأفكار مستوردة وانخدعوا بوعودها وبريقها ثم اكتشفوا فيما بعد حجم الخديعة التي تعرضوا لها والكارثة التي تسببوا فيها، هؤلاء هم أول من يجب أن يعترفوا بخطئهم ويعتذروا عما تورطوا فيه من أفعال وأقوال، وعليهم أن يتخلوا عن المكابرة التي لن تقيدهم في شيء فالحق بنّ والباطل أكثر بياناً .

 

 

■ خالد الديب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى