لعل من أبسط الأسئلة التي تواجه المشرّع أو من يتصدى لمسألة تنظيم الإعلام في ليبيا كيف يلتقط الخيط الناظم بين الصحفي الموطن والصحفي المتخصص وكيف يحدد العلاقة والمسار الذي يقف عنده كلاهما، الصحفي المواطن الذي يمتلك اليوم وسيلة التوثيق الهاتف الذكي ووسيلة العرض منصات التواصل الاجتماعي، بينما الصحفي المختص قد خسر أمر حصرية المعلومة وسرعتها التي كانت أهم ميزاته ومفاتيح تفوقه على أقرانه ولم يعد بإمكانه أن يسبق الجميع إلى رأس النبع ليأتي للجمهور بخبر حصري. كما أنه خسر اليوم حتى إمكانية تواجده كصحفي في ظل فوضى عدم التخصص والمهنية.لقد طرأ تغير جدري على مهنة الصحافة والإعلام بشكل عام بعد أن أطلت وسائل التواصل الاجتماعي برأسها ولم تعد قوة الصحفي تكمن في قوة مصادره وتعددها بعد سطوة وسائل التواصل الاجتماعي.. تنظيم طبيعة العلاقة بين وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي سؤال مهم وجوهري وتحد يصعب أن تجد له إجابة في بلاد تعيش مخاضا عسيرا منذ زمن وإشكاليات الإعلام فيها تختلف عن كل بلاد الدنيا إعلام هجين ومدجن، وفض الأشباك وتوضيح مساحة التنافس بين ما هو «سوشل ميديا» وبين ما هو «إعلام مهني»، يجب رسم إطار واضح للسياسة والرسالة الإعلامية مشتملا بنوع العلاقة مع مكونات التواصل الاجتماعي، لا يوجد في الإعلام مساحة رمادية فإما أن يكون الإعلام مهنيا أو لا يكون، صادقا أو غير صادق، وهذا يتطلب تقنيات وسياسات واضحة ، والأهم تشريعات تعطي الحماية لكل الأطراف، الإعلام والمجتمع على حد سواء، وحتى يقف الجميع على مسافة واحدة، لا بد من العمل ضمن ثوابت لتحديد مواطن الخلل وحاجات المنظومة الإعلامية .
■ الدكتور : عادل المزوغي