المصالحة والسمو إلى عليين ؟!
“وإنا منا الصالحون، ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا”صدق الله العظيم – الآية 11 – سورة الجن لابد لي قبل أن أتطرق لموضوع المصالحة وجبر الضرر وللضرورات التي تحتمها في هذه الظروف بالذات من مقدمة الآراء والاستطرادات والاقتراحات والخواطر والتجليات التي تم إنشاؤها عبر صحيفة الوقت الموقرة ؛ إلى نظرتنا الوطنية الأساسية، وتصورنا العام على مدى الساحة الليبية المقدسة، منذ أن أبصرنا النور على أديمها وثراها الطاهر، إذ أن مواقفنا الوطنية والسياسة خلال هذه الفترة لم تكن سوى تغييرات جزئية ومرحلية رغم لقاءات الاجترار التي يستهويها النافذون عن تلك النظرة الأساسية.لقد تصورنا قضية المصالحة الوطنية، تصوراً سطحياً مغرضاً تآمرياً انتهازياً واعتمد نزعة- البروبا قاندا- الدعائية متسربلة بخبث يهودي لتغطية مايجري وراء الأكمة وهذا يعني عدم الإفصاح ؛ عن أخطاء واقعنا الفاسد والذي لايزال له آثار في مجريات الأحداث. وانطلاقا من الحقيقة الأساسية الخالدة إننا نؤكد أن الحل الصحيح لقضية المصالحة الوطنية يكمن في معالجة أوضاعنا الحقوقية والأمنية والعسكرية والمعيشية وضبط الجهويات المذهبية المنفلته واتخاذها آلهة أجنبية لمغالبة جموع الشعب الليبي! بأعلام ورايات عنصرية مشمولة بخسة بلطجية، ولاتفقه أحكام الله « واعتصمو » وفي إعادة معالجة الأمور من جذورها وأسس حياتنا ذاتها، وقد كشفنا زيف الادعاء واجترار كثير من اللقاءات التي تعتمد الخداع بقصد إخفاء المصالح الأنانية وشرعنة القوانين لتحقيق مكاسب ومآرب شخصية على حساب جموع شعبنا ولحماية استمرار قعودها على صولجان التحكم والنفوذ وإكمال وشراء الذمم واستشراء الرشوة والفساد واستبعاد الوطنيين ذوي الإرادة والنزاهة ونظافة اليد في مراعاة قواعد العدالة الحقة وتكريس قيم الفضيلة والإنصاف دون انحياز لطائفة أو قبيلة كبرت أو صغرت فكل الليبيين في الهم شرق! إذن علينا أن نتساءل بين اصطفافات الإخوة الأعداء ؛ لماذا كان سيد الكائنات -صلعم- متسامحاً مع أجلاف وعتاولة وغلاظ قريش الذين أساءوا إليه ديناً ورسالة ووحياً. كيف كان عمر بن العزيز في عدله ومساراته وتوليه حكم رعاياه في الأقاليم المنبثة بثلة من أعوانه ولاة صالحون مؤمنون؟ وكيف استطاع المناضل الأفريقي نلسون مانديلا أن يثني على قيم السماحة والوفاء للذين عذبوه وسجنوه ثلاثة عقود إلا قليلاً؟ قياسا على ماتم طرحه.. إن من يريد مصالحة وطنية حقيقية وتحقيق مجد تاريخي أن يقف وسط جموع الشعب الليبي لا على هاماتهم دون إملاءات أجنبية لإعلان صوت حق يسمو إلى عليين وإنه لقول فصل وماهو بالهزل بإيمان وطني لايتزعزع وإرادة وعزيمة لاتقهر وإسعاد شعب بتقدم وازدهار .
■ عمران سالم الترهوني