من المعروف ان فاكهة التين المذكورة في القرآن الكريم هي فاكهة من الفواكه المحلية والتي تحظى باهتمام خاص وعليها إقبال كبير بين الناس وتعد أشجار كروم التين الأكثر تواجدا في مناطق الجبل وباطنه ولها عدة أصناف وأنواع ذات إنتاج ومحصول وفير جدا ، إلى جانب أنها تؤكل كفاكهة لذيذة تدخل أيضا في الكثير من وصفات الاستطباب الشعبي بتناولها طازجة او مجففة بعد موسمها .. فهي تحتوي على الألياف التي تساعد في تعزيز الصحة للجهاز الهضمي وتقلل الإمساك وتعد من الفواكه الغنية بالكالسيوم والفسفور ومحفزة لإعادة نمو العظام وبها من البوتاسيوم الذي يعد معدنا حيويا يساعد في السيطرة على ضغط الدم وتقوية العضلات والأعصاب ويوازن السوائل . هذه الأيام هي ذروة موسم جني هذه الفاكهة المباركة التي تباع على قوارع الطرقات بالقرب من بساتينها وفي الأسواق الشعبية حيث يشكلها الباعة في صناديق وسلال بألوانها وأصنافها لتبهر محبيها في تشكيلات منوعة تجذب العين قبل الاشتهاء . وقد يتبادر لذهن القارئ هنا سؤال ما هو سبب غلاء هذه الفاكهة المحلية الشهية ؟ لذلك سأشفي فضول القارئ الكريم. إن سبب غلاء التين (الكرموس) هو الندرة وسببها هي الآفة الحشرية المسماة العنكبوت الحمراء التي اجتاحت بساتين الكروم عامة في أكثر مناطق الجبل وباطنه منذ أكثر من ثماني سنوات والتي تسببت في ضمور وقتل عدد كبير من الأشجار وبالتالي في نقص الإنتاج إلى أكثر من تسعين بالمائة والعلاج من هذه الحشرة أصبح أمرا شبه مستحيل وإلى الآن لم يحصل الفلاح الليبي في مناطق الجبل على مضادات لهذه الآفة وهي العنكبوت الحمراء التي تنسج خيوطا متشابكة لا مرئية على الأوراق والأغصان ويتجمع على تلك الخيوط والشباك ذرات صغيرة جدا من الأتربة والغبار التي بدورها تمنع تنفس الشجرة من خلال أوراقها فتصاب بالذبول والموت المحتم فيعجز الفلاح عن علاجها وهذا ما حدث للآلاف من هذه الشجرة ويبقى الأمر متعلقا بعدم توفر العلاج الناجع وعدم دراية الفلاح بمعالجة الأسباب. ويرجح أن السبب الرئيسي والأبرز هو شح الأمطار الذي من شأنه غسل تلك الأشجار للتخلص من الأتربة العالقة وخيوط تلك العناكب القاتلة خاصة في البساتين البعلية، وقد يلقي الفلاح اللوم على الجهات المختصة بدراسة وتشخيص هذه الأمراض وأسبابها وطرق علاجها بتوفير المضادات اللازمة لها . ولكل تلك المسببات أصبح هناك نقص وتدن كبير في الإنتاج وبالتالي غلاء سعر هذه الفاكهة الصيفية التي يتمتع بها المواطن في فصلها وموسمها كما يمكن استهلاكها في فصول أخرى مجففة سواء كانت مرصوصة في حبال او موضوعة في صناديق أو أكياس مناسبة . وتجدر الإشارة هنا للمستهلك الكريم أن التين المجفف (الكرموس) الذي يباع في حبال كما هو معروف يجب أخذ الحيطة والحذر منه حيث كانت فاكهة الكرموس ترص مرتبة تشبه العقد في حبال مصنوعة خصيصا من نبات الحلفاء الطبيعي والآن نجدها في خيوط مصنوعة من إعادة تدوير المواد والمضافة لها ألوان، والتي في الواقع هي غير نظيفة وقد تسبب العديد من الأمراض.. عافاكم الله ويجب توخي الحذر من هذا النوع .
ليصلك كل جديد أشترك في القائمة البريدية
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق