ليبيا الأولى .. لكن أين ؟
بحسب تقرير حديث لموقع (داتا باندز) لسنة 2024 فإن ليبيا تحتل المرتبة الأولى عربياً في نسب الطلاق ، متقدمة بذلك على دول مثل مصر والسعودية والأردن ، فقد بلغت معدلات الطلاق 2.5 لكل ألف شخص . واذا كان لنا ان نعلق على هذا الخبر الذي يبدو صادماً للبعض فأننا لن نضيف الكثير عما قلناه سابقاً وقاله غيرنا ممن استعشروا تفاقم هذه الظاهرة الاجتماعية وتفاقم المشاكل الناتجة عنها ، لكن كل الكلام كان يذهب ادراج الريح وكأن مايحدث هو يجري في بد أخرى وبالتالي فأن االمسؤولين وكل المعنيين بهذا الشأن لا يحركون ساكناً قد يشعرك بأن هناك صحوة ومبادرة للتقليل من حجم هذا الذي يجوز ان نسميه بالكارثة. ارثة قياساً بما تخلفه من مأسي واحزان وشتات يمزق الاسر ويكون الأطفال هم الضحية التي يجب ان تدفع ثمن ذنب لم تقترفه ، كارثة لان المجتمع هو الذي سيجني ثمار هذا التخلي الذي يأتي في الغالب نتيجة زيجات غير ناضجة ، زيجات تتم على عجل اهم مايتم التركيز عليه فيها هو تلك الطقوس والمراسم الاحتفالية للزواج ، اما مايتعلق بمدى التوافق بين الزوج ومدى قدرتهم على القيام بواجبات الزوجية وتحمل أعباء انشاء اسرة قادرة على الاستمرار فذلك لايمكن التفكير فيه الا في اللحظة التي يصبح فيها الطق خيار اجباري لامفر منه.ا نعم نحن في عصر السرعة لكن هذا لاينطبق على العلاقات الاجتماعية وخاصة على علاقة اجتماعية يرتبط فيها الطرفين بمصير مشترك حتى اخر العمر ، علاقة على أطرافها ان لايدخلوها الا وقد تشبعوا بمعانيها وبمدى قدسية الرباط الذي يحوطها ، علاقة يجب ان يأخذ فيها كل واحد قدر كافي من التفكير قبل اتخاذ القرار النهائي في دخولها ، وقبل اتخاذ القرار يفترض النضج الفكري والعمري لدى المقدم على ن الزواج . فالزواج ليس تجربة يمكن العودة عنها في حال فشلها هكذا بدون مقابل ، هناك ثمن باهض سيتم دفعه نظير الاستعجال والاستسهال الذي صرنا نفكر به تجاه الزواج وهاهي النتائج الفادحة تظهر لنا كمحصلة حتمية لتهورنا في اتخاذ قرار الزواج . فهل من استفاقة مجتمعية تتصدى للظاهرة وتطوقها ليتحدد حجمها في شكل طبيعي يمكن قياسه بأي دولة ؟ هل من نظرة علمية شاملة تحدد اساسات المشكلة وتقدم التوصيات العملية ليتم ترجمتها على الأرض في صورة حمت ا توعية تطهر العقول من النظرة الغريزية للزواج وتحل محله وعي بأهمية مؤسسة الزواج من جميع النواحي ؟ هل وهل ومتي وأين وكيف وحتى تأتي الإجابات الإيجابية نتمنى لمجتمعنا التعافي من هذا الداء الذي بدء يضرب بقوة ..