مقالات

كلام على كلام

عند الله تلتقي الخصوم

المشاهد المسربة من داخل قاعة المجلس الأعلى للدولة مؤخرا والتي يظهر فيها بعض أعضاء المجلس يوثقون تصويتهم من أجل الحصول على المال؛ هذه المشاهد تدعم إلى حد كبير المكالمة المسربة التي تشير إلى تلقي بعض الأعضاء رشاو مالية وهي في مجملها مشاهد مقززة ومقرفة إلى حد لا يوصف تدل على مستوى الانحطاط الذي وصل إليه من هم في المشهد اليوم فهي إلى جانب جريمة يعاقب عليها القانون ترقى إلى درجة الخيانة العظمى فهي فعل محرم شرعا وقانونا ولو حدثت هذه الممارسات في دولة أخرى فإن السجن هو المكان الطبيعي لمثل هؤلاء وحتى إن لم تأخذ العدالة الوضعية مجراها فإن هناك عدالة إلهية لابد أن تتحقق عاجا أم آجا، و مهما طغت هذه الفئة الظالة ومهما تجبرت ومهما تمادت لابد من أن يأتي يوم ترجع فيه الحقوق لأصحابها وينال المجرمون عقابهم الإلهي الذي وعدوا به ولنا في في أساطير الأولن آية.. فقد هلك النمرود ببعوضة.. وهلك فرعون بالماء .. وخسفت الأرض بقارون وهلك أبرهة بحجارة من سجيل وهزم الأحزاب بالرياح .. وهلك قوم عاد بأن حجب الله عنهم المطر فأصابهم القحط واهلك الله قوم لوط بالطوفان وسلط الله الحر الشديد على قوم مدين سبعة أيام متتالية وأمطرت السماء عليهم نارا فأحرقوا جميعا جراء ظلمهم وطغيانهم .. فهل يعلم هؤلاء الذين ابتلينا بهم أن لكل ظالم نهاية وكل باطل إلى زوال ؟ فالله سبحانه وتعالى ينهي قصص الظلم والظلمة بأبسط الأشياء حيث قال ) ولا تحسن الله غافا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ( لذلك فإنه لابد للعدل أن ينتصر ولابد للباطل من الزوال فالأيام دول والله يحكم بن الناس بالحق وكانوا يظنون أنهم خالدون فجاءتهم النهاية على حن غرة فذهبت أعمالهم وبقت حكمة الله في الأرض .. فهل يعلم من هم في المشهد اليوم والذين عاثوا في الباد فسادا أنهم إلى زوال مهما طغوا وتجبروا وأن كل مال من حرام النار أولى به ؟ وعند الله تلتقي الخصوم .

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى