نحن فعا أثبتنا للعالم اننا (عيلة وخالها ميلاد) فما حدث في مجلس الدولة بالأمس شيء مخز ، يؤكد نظرية (اللي ما يجي بالعن الحمراء يجي بالرشوة وبيع الذمم) ، حتى وإن كانت كل الذمم بيعت منذ زمن . بالأمس سقطت كل القيم وانسحبت الأخاق خجا من هول ما رأت في قاعة انتخابات رئيس مجلس الدولة ، وتنفست شيعة إبليس الصعداء مطمئنة لما حدث بن المشري وتكالة . ولتنتصر بذلك ثقافة الخال مياد ، التي اعتمدت مبدأ (اعطي للبرمة تعطيك) ! وليتأكد قول أسافنا (بيش تنفخ النار يا لشلم) ! إذا كان هؤلاء الذين يدعون انهم صفوة الصفوة وبيت الخبرة الاستشاري والذين يفترض أن يكونوا هم مسامير الميزان للمحافظة على التوازن الاجتماعي هذا حالهم وتفكيرهم ! فكيف سيكون يا ترى حال الرعية التي لازالت تمارس دور الكومبارس في المشهد السياسي الليبي الموبوء ؟ رشاو وبيع للأصوات على عينك يا تاجر وعلى الهواء دون اية ذرة حياء ، ويخرج بعدها من يتشدق عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والوطنية وبناء الدولة !اهكذا تبنى الدول ؟ سئل مسؤول ألماني عن منصبه الذي انتخب له فقال ، جئت للمنصب وكان أمامي خياران ، إما أن أخدم بلدي وأترك مصالحي الشخصية ، وإما أن أخدم عائلتي وأغنيها من وظيفتي فاخترت الخيار الأول وهو خدمة ألمانيا ، عندنا قرابة ال 200متقاعد يأخذون مرتبات ومزايا ونصف الليبين مش (لاحقن) على قوت يومهم ؛ يتصارعون في مجلس لا دور له فهو مكتب استشاري ، أي أنه مجرد جسم استحدث لترضية بعض الوجوه ، ووكر للفساد وإهدار المال العام ، ليس له أي دور تشريعي أو تنفيذي فقط (حنفية) لجني الأموال بغير وجه حق وباب للفساد وإنهاك خزينة الدولة . إن مايحدث في الحياة السياسية في ليبيا كارثة بكل معنى الكلمة منها الرضيع يشيب ، السؤال هل يجوز لمجلس النواب الذي يعد الجهة التشريعية المعترف بها دوليا رغم ما يعانيه هو الآخر من فساد وتجاوزات ، وانتهاء صاحية هل يجوز له لان يلغي مهام مجلس الدولة ؟وهل لمكتب النائب العام حق التدخل لإيقاف هذه المهازل التي أتت على ما تبقى من كرامة الوطن ؟ واخيرا أيها الشعب العظيم ، الخروج والاعتصام في الشوارع لإجبارهم على الرحيل وتصحيح المسار أصبح واجبا وطنيا وأخاقيا ودينيا أيضا .. واعلموا (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) … وأنتم يا من تسربت روائحكم الكريهة؛ ارحلوا عنا واحترموا أنفسكم ، قبل أن يجرفكم الطوفان ، لأن الطوفان آت لا محالة ولكم في حادثة ، تعليق كرسي رئيس المؤتمر الوطني السابق ، في عمود للكهرباء ذات ليلة غضب عاصفة، شاهدا وعبرة لمن يعتبر ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
■ عون ماضي
